يشكو المرضى في الأشهر الأخيرة، ندرة كبيرة في الأدوية الضرورية، إلى درجة أن صاروا يجدون دواء واحدا لدى الصيدلي من أصل خمسة مدونة في الوصفة الطبية، والظاهرة جعلت النقابة الوطنية للصيادلة تهدد بالدخول في إضراب، في حال استمرّ هذا الوضع الذي وصفوه ب "الخطير". ندرة كبيرة تشهدها سوق الأدوية، سواء بالنسبة إلى الدواء المستورد وحتى المصنع محليا، فأصحاب الصيدليات أكدوا لنا غياب كثير من أنواع المضادات الحيوية الأساسية وبعض مسكنات الألم، خاصة التي تعالج أعراض البرد الحاد والتهاب اللّوزتيْن مثل "جنتاميسين" و"البينيسيلين"، أدوية ضرورية للحوامل خاصة مسهلات الولادة وأيضا دواء "كولبوتروفين" لتوسيع الرحم، بعض أدوية علاج المعدة والإمساك ومنها "فورلاك"، وغياب حادّ لمعظم أدوية علاج البشرة والحساسية الجلدية والعظام على غرار دواء "بلاكينيل"، وأيضا مرهم "ليكوسيد" لعلاج بقع البشرة البنية و"الكنف" وحبّ الشباب، وهو مفقود كليا بالسّوق، حيث أخبرتنا صاحبة صيدلية بحسين الداي، بأن المرهم لم يدخل الجزائر منذ سنة كاملة، وأصبحوا مضطرين إلى شرائه من تجار "الكابة" أو يطلبون إحضاره عن طريق أشخاص قادمين من تونس أو فرنسا، لكثرة الطلب عليه في الجزائر. وحتى الأطباء يؤكدون لمرضاهم عند تحرير الوصفات الطبية، أن بعض الأدوية الموصوفة مفقودة في السوق وما عليهم إلاّ تأمينها بشتى الطرق، ولا يمكنهم تعويضها بأدوية أخرى. وفي الموضوع، تأسّف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة، مسعود بلعمبري، في اتصال مع "الشروق"، للندرة الكبيرة في سوق الأدوية، خاصة أن بعضها يخص أمراضا خطيرة ومزمنة، مؤكدا أنه حتى الأدوية المصنعة محليا غير متوفرة، بسبب توقف المخابر بالجزائر عن إنتاجها. وحسب بلعمبري، نصف الأدوية المدونة في وصفة الدواء لا يجدها المريض. ووصف محدثنا الأمر ب "الكارثة"، لأن الدواء مفقود منذ شهر ديسمبر الماضي "وحتى تجار الكابة لن يحضروا جميع الأدوية لأن المفقودة في السوق كثيرة" حسب تعبيره. وتأسف المتحدث لسياسة التقشف التي طالت سوق الأدوية، معلقا: "التقشف يكون في الموز والمكسرات والشوكولاطة، وليس في أدوية ضرورية لحياة المواطن". إلى ذلك، ستعقد النقابة الوطنية للصيادلة مجلسها الوطني بتاريخ 27 أوت الجاري، وفي أثنائه سيطرح خيار الدخول في إضراب، إذا استمر الوضع على حاله.