فندت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التصريحات التي ساقتها السفارة المصرية بالجزائر بشأن رفض الترخيص، لقافلة الإغاثة المحجوزة منذ نحو عشرة، أمام ميناء بور سعيد، بعبور معبر رفح البري، مستغربة وصف مساعدات تتمثل في أجهزة طبية وأدوية ومواد غذائية وألبسة.. الخ، بمواد تهدد الأمن القومي المصري، فيما شددت على أنّ تواصل القافلة يتم مباشرة مع الهلال الأحمر الدولي، نافيا وجود أي علاقة مع الأجهزة السياسية بما فيها حركة "حماس". وأوضح الناطق الرسمي باسم قافلة الإغاثة الرابعة لجمعية العلماء المسلمين، عبد الكريم زرقي، ل"الشروق"، أن الحجج التي ساقتها السلطات المصرية لمنع وصول المساعدات لمليون ونصف مليون فلسطيني محاصر بقطاع غزة، غير مقنعة تماما، بدليل تضارب مواقف السلطات المصرية ممثلة في السفارة ووزارة الخارجية وكذا السلطات الأمنية على مستوى معبر رفح البري، على اعتبار أن هذه الأخيرة أرجعت سبب رفضها الترخيص لمرور القافلة إلى عدم التنسيق معها بشأن المساعدات، مؤكدا أن القرار الأول والأخير يبقى في يد الرئاسة المصرية، وأنها الجهة الوحيدة التي يمكنها الإفراج عن 14 شاحنة محجوزة أمام ميناء بور سعيد.
"هدف القافلة إنساني.. لا وجود لأي علاقة مع الأجهزة السياسية" ويشير محتوى المراسلة، التي قدمها ضيف "الشروق"، الموجهة من قبل السفارة المصرية بالجزائر إلى مصالح وزارة الخارجية الجزائرية، والتي تحمل الردّ على طلب رئيس وفد لجنة الإغاثة بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، يحي بدر الدين صاري، المتمثل في تسهيل إجراءات إرسال معونات طبية وأدوية والوفد المرافق للقافلة الرابعة إلى قطاع غزة بمستشفى الجزائر التخصصي ب"خان يونس"، أن الجهات المصرية المعنية وافقت على ذلك في حال فتح معبر ربح البري، وهو ما يؤكد أن الأسباب التي ساقتها السلطات المصرية حججا واهية من أجل عرقلة إجراءات دخول القافلة، لاسيما أنه تم التنسيق مع جميع السلطات المعنية التي وافقت بدورها على قائمة المساعدات. من جهة أخرى، أشار رزقي، إلى عدم وجود أي علاقة تربط أعضاء القافلة أو المساعدات بالأجهزة السياسية في فلسطين، وبالخصوص في قطاع غزة، ومنها حركة حماس، وأن تواصلهم يتم مباشرة مع الهلال الأحمر الفلسطيني، مؤكدا أن أهداف المساعدات إنسانية محضة تتمثل في إيصال مواد غذائية، ألبسة، أفرشة، أدوية وأجهزة طبية، لفلسطينيين عالقين بقطاع غزة .
55 مليارًا من المساعدات تحت "52" درجة حرارة ومعرضة إلى التلف وكشف المتحدث أن القيمة المالية لمجموع ما تحمله 14 حاوية من شاحنات قافلة الإغاثة، يفوق 55 مليارا سنتيم، فالشاحنات تحوي معدات طبية من "سكانير" وأجهزة الكشف بالرّنين المغناطيسي، وأجهزة طبية للمعاقين حركيّا، خاصة الكراسي المتحركة، وأدوية السّرطان والكلى، وجميع هذه الأدوية، إضافة لمساعدات غذائية أخرى، منها 20 طنا من التمور. وميناء بور سعيد، حسبما شرحه ضيف "الشروق" متواجد في منطقة مهجورة "لا مكان فيها للمبيت ولا لقضاء حاجتك، ولا حتى أماكن استراحة"، زيادة على خطورة الوضعية الأمنية بالمنطقة، إذ يمكن أن تتعرض الشاحنات ال 14 للسرقة بالعنف، لتواجدها خارج ميناء بور سعيد، وهو ما جعله يناشد السلطات المصرية لتوفير الأمن والحماية للقافلة، وواصل أن أعضاء القافلة كانوا ينتظرون منذ الساعات الأولى لفتح معبر ربح إلى غاية إعادة غلقه مساء، ليتم إخراجهم منه وإبلاغهم بعدم الترخيص لدخول القافلة. وواصل المتحدث أن شحنة المساعدات موجودة الآن خارج ميناء بور سعيد، تحت أشعة حرارة تتجاوز الخمسين درجة ومعرضة إلى التلف، في حين استغرب حسب تصريحه "جرأة السلطات المصرية، في منع قافلة طبية من الدخول، وترك 2 مليون فلسطيني محاصرين جوعا ومرضا بقطاع غزة في ظروف إنسانية جد صعبة، تحت مبررات واهية".
أجهزة وأدوية طبية وكراسي متحركة تهدد الأمن القومي المصري! كما أكد استغراب جمعية العلماء المسلمين، من المبرر الذي ساقته السفارة المصرية لمنع عبور قافلة الإغاثة، وهو التخوف من تهديد الأمن القومي المصري، فقال "هل من المعقول أن نهدد القوم الأمني المصري بمساعدات غذائية وأدوية..!، معتبرا أن قافلة الإغاثة التي حملت شعار "من مليون ونصف مليون شهيد إلى مليون ونصف مليون محاصر هدفها إنساني بحت"، ودافعها تجهيز وتحديث المستشفى الجزائري المتواجد في غزة.
أزيد من 3200 دولار مصاريف يومية لفائدة شركة النقل من جهة أخرى، أكد ضيف "الشروق"ّ، أنّ شركة "ماركس" بميناء بور سعيد، قد طلبت صك ضمان بقيمة 210 ألف دولار (3 ملايير سنتيم) لإدخال الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى الميناء، فيما تفوق قيمة التكلفة اليومية المدفوعة لشركة النقل أزيد من 3200 دولار يوميا، لأن الشركة لا تستطيع إنزال الحاويات إلا في مكان آمن أو داخل الميناء، في وقت تبقى شحنة المساعدات محجوزة ببور سعيد وغير مسموح لجمعية العلماء المسلمين بإرجاعها إلى الجزائر في الوقت الراهن، وهي معرضة للتلف، عل اعتبار أن بعض المواد مدة صلاحيتها محدودة لاسيما في تلك الظروف المناخية التي تصل درجة الحرارة فيها 52 درجة. إلى ذلك، أضاف ضيف "الشروق" أن السلطات الجزائرية تواصل جهودها لإيجاد حل مع نظيرتها المصرية لإيصال شحنة المساعدات إلى قطاع غزة، قبل عيد الأضحى، مؤكّدا أنّ الأمل ما زال قائما في ثقل ومكانة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتحرير ودخول القافلة، بعدما استوفت مصالح الخارجية تحركاتها مع نظيرتها المصرية، حيث أضحى التدخل الآن منتظرًا ومطلوبًا على مستوى رئاسة البلدين.