شهدت العديد من الأحياء في ولاية عنابة ليلة الجمعة إلى السبت احتجاجات عارمة وقطع للطرقات الرئيسية بسبب انقطاع الماء، مما جعل المواطنين المارين في سياراتهم يقضون ساعات طويلة محتجزين داخلها أو يبحثون عن مسالك أخرى لبلوغ منازلهم. حاصرت الاحتجاجات مداخل ومخارج بلدية البوني، إحدى أكبر بلديات الولاية وأكثرها كثافة سكانية، حيث قطع مواطنون غاضبون بسبب نقص التموين بالماء الطريق أمام مقر الدائرة وعند محور الدوران بالقرب من القطب الجامعي، وكذلك أسفل الجسر المؤدي إلى الطريق المزدوج نحو بلدية برحال والطريق السريع، وذلك منذ الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث لم يتم فتح الطرقات إلا بعد تدخل قوات الأمن التي فرقت المحتجين وفرضت النظام. وقال شهود عيان، أنّ الاحتجاج للفت انتباه المسؤولين بشأن أزمة المياه التي يعانيها السكان، تحول إلى مشادات كلامية وشجارات حادة في بعض الأحيان بسبب التلاسن بين مجموعات الشباب المحتجين وسائقي السيارات، بينما استغل بعض المنحرفين الأمر لإثارة الشغب والسرقة والاعتداء على السيارات، حيث أقدم شاب على نشل هاتف أحد السائقين، بينما كان هذا الأخير يحتج لاصطدم سيارته الجديدة بحاوية، وذلك في أحد الاحتجاجات التي شهدتها بلدية البوني، مع العلم أن الاحتجاجات كانت متواصلة في مناطق أخرى منها خرازة، وحجر الديس وأحياء أخرى، بينما عاشت الولاية طيلة أسبوع عيد الأضحى على وقع الاحتجاجات التي شملت أحياء وسط المدينة. من جهتها، أقيمت صلاة الاستسقاء في كل مساجد الولاية صباح أمس طلبا للأمطار التي يرجى أن يساهم تساقطها في رفع منسوب سدي ماكسة والشافية اللذان يزودان الولاية بالمياه الصالحة للشرب، فيما أكد والي الولاية أنه سيتم العمل على إيجاد حل للأزمة في الأيام المقبلة.