ارتفع أمس سعر صرف الأورو بالسوق السوداء ليبلغ 200 دينار، متجاوزا بذلك كافة الخطوط الحمراء، وهو ما وصفه الخبراء بالارتفاع الأولي، الذي يرشح إلى أن يزداد بشكل خطير خلال المرحلة المقبلة، بنفس مستوى طبع الأموال الذي أعلنت عنه الحكومة قبل أسابيع، مشددين على أن هذا القرار تسبب في حملة استباقية لدى التجار ورجال الأعمال لتخزين مدخراتهم من الأموال على شكل عملة صعبة، وهو ما ألهب الأسعار مؤخرا. ويؤكد الخبير لدى البنك الدولي، محمد حميدوش، في تصريح ل"الشروق" أن ارتفاع سعر الأورو بالسوق السوداء سيزداد بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة، وسيتجاوز ال200 دينار للعملة الأوروبية، بمجرد الشروع في ضخ كمية كبيرة من الدينار في السوق من طرف البنك المركزي، الذي سيقتني سندات الخزينة العمومية، مشددا على أن سوق "السكوار" يتحكم فيها العرض والطلب، وأن إقبال التجار على طلب كميات ضخمة من الأورو خلال الأيام الماضية، في إطار إجراءات استباقية لقرار الحكومة وراء ارتفاع سعر الأورو بهذا الشكل الرهيب. وحذر الخبير من ارتفاع خطير في مستوى التضخم خلال المرحلة المقبلة، حيث أن البنك المركزي سيطبع كميات إضافية من الأموال والتي ستضخ في قطاع الخدمات الذي يلتهم 50 بالمائة من الكتلة النقدية، في حين سيلجأ أصحاب رؤوس الأموال إلى الملاذات الآمنة لتخزين أموالهم خوفا من تدهور قيمة الدينار، ممثلة في الذهب والعملة الصعبة والعقار والسكنات، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار هذه الأصناف الأربعة. وشدد المتحدث على أن الزيادة في ضخ كمية الأموال يعني قدرة الحكومة على تسديد أجور العمال، لكنه لا يعني بالضرورة القدرة على رفع مستوى المعيشة أو القدرة الشرائية للجزائريين، وهو ما سيؤدي إلى تقليص القيمة الحقيقية للأجور، مقارنة مع مستوى التضخم الذي سيعرف منحى تصاعدي، متوقعا أن يكون الوضع أسوأ بالنسبة للدينار خلال المرحلة المقبلة وداعيا لحلول استعجالية.