أثارت تصريحات السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي علّق على مرور خمسين عاماً على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، غضب الفلسطينيين، في ثاني تصريح إشكالي في غضون شهر. وقال السفير ديفيد فريدمان في مقابلة مع موقع إخباري إسرائيلي بثت بكاملها، الجمعة: "الدولة اليهودية لا تحتل سوى 2 في المائة من الضفة الغربية". ورد الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بغضب على هذه التصريحات التي كانت بثت مقتطفات منها، مساء الخميس، قائلاً في بيان: "يعترف المجتمع الدولي بأن إسرائيل كقوة احتلالية تحتل مائة في المائة من فلسطين، بما فيها القدس الشرقية ومحيطها". وأضاف أن تصريحات فريدمان الأخيرة "ليست فقط كاذبة ومضللة، بل تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة والموقف الأمريكي التاريخي أيضاً". وأوضح عريقات "أنها ليست المرة الأولى التي يستغل فيها السيد ديفيد فريدمان منصبه كسفير أمريكي للدفاع عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي وضمه أراضي محتلة ويجعلها شرعية". ويتزايد قلق الفلسطينيين من فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبينهم فريدمان، الذين لم يعلنوا التزامهم بفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال فريدمان في مقابلته حول حل الدولتين: "في إطار الرأي المنطقي، أنا أعتقد أن مفهوم حل الدولتين فقد مغزاه، أو على الأقل له مغزى مختلف لدى جماعات مختلفة. وقد اختلف كثيرون حول مفهوم الدولتين، وحسب رأيي، لن يكون هو المفهوم الذي يجتمع حوله الجميع". وتسبب فريدمان في أوائل سبتمبر في إثارة ضجة عندما تحدث في مقابلة لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تحدث فيها عن "الاحتلال المزعوم". وقال مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس حينها، أن تعليق السفير فريدمان "لا يمثل تحولاً في السياسة الأمريكية". وهذه المرة أيضاً تنصلت الخارجية الأمريكية من تصريحات فريدمان. وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناويرت لصحافيين في واشنطن، الخميس، إن "تعليقاته ينبغي أن لا تفسر كطريقة للحكم مسبقاً على نتائج أي مفاوضات ستجريها الولاياتالمتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين". وقالت "يجب ألا تفسر على أنها تغيير في السياسة الأمريكية". واحتلت "إسرائيل" الضفة الغربيةوالقدس الشرقية في جوان 1967. وضمت القدس الشرقية المحتلة وأعلنتها عاصمتها الأبدية في خطوة لم يعترف فيها المجتمع الدولي. وباشرت "إسرائيل" بعد احتلالها ببناء الكتل الاستيطانية في القدسوالضفة الغربية. ويزيد عدد المستوطنين عن 600 ألف. ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان عقبة كبيرة أمام السلام ولا يعترف بالمستوطنات. واعتبر فريدمان أن المستوطنات جزء من "إسرائيل". وتبذل إدارة ترامب جهوداً لإعادة إطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وقال السفير فريدمان "إن الرئيس ما زال ملتزماً باتفاق سلام، ولكنه لم يحدد موعداً نهائياً. نحاول تنفيذ الأمور بصورة صحيحة لا سريعة". وأضاف "هناك تقدم ملموس في المفاوضات التي ترعاها الولاياتالمتحدة بتوجيهات من الرئيس ترامب، وإن تفاصيل مقترح اتفاق جديد حول تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، سوف يعلن في الأشهر القريبة المقبلة". وقال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لصحيفة "الأيام" الفلسطينية: "فريدمان جاهل بالجغرافيا وبمواقف بلاده". وأضاف "فريدمان سفير متحيز انحيازاً كاملاً إلى الدولة المنتدب لها، ومن الصعب عليّ أن أفهم سفيراً جاهلاً تماماً بالدبلوماسية وجاهلاً تماماً بمواقف الولاياتالمتحدة وجاهلاً بالجغرافيا". واعتبرت الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة المستوطنات "غير شرعية"، لكنها خففت من انتقاداتها منذ وصول ترامب إلى السلطة.