أقدم عدد من أصحاب مؤسسات الإنجاز بورقلة في أجواء مشحونة، الإثنين،على غلق مقر مديرية السكن الواقع بالحي الإداري وسط المدينة أمام أنظار مصالح الشرطة التي ظلت تراقب الوضع من بعيد، حيث شكل المحتجون دروعا بشرية منعت من دخول العمال والموظفين، إلى ذات المرفق، كما رفعوا شعارات تندد بما نعتوه الحقرة وأكل الإدارة أموالهم بالبطال. كشف المقاولون ل"الشروق" أن أسباب إقدامهم على هذه الخطوة كانت بمثابة "الكي بعد آخر علاج"، بعد أن سبقتها تراكمات عدة منها، تجاهل الإدارة تسديد أموالهم المتعلقة ببناء 200 مسكن وظيفي لصالح مديرية التربية، بالرغم من ظفر عدد منهم بصفقة إنجاز هذه السكنات بشروط قانونية، كون أصحاب مؤسسات إنجاز معتمدين رسميا، لكن لم يتحصلوا على أموالهم. وذكر هؤلاء أنهم راسلوا كل الجهات المسؤولة منها مدير السكن والوزير وكذا والي ورقلة والوزير الأول من أجل تسوية وضعيتهم المالية، لكن دون جدوى، ما حتم عليهم الخروج إلى الشارع للمرة الثانية بعد الأولى أمام مقر الولاية للتعبير عن رفضهم لسياسة الكيل بمكيالين، حيث ترفض الجهات المعنية سماع انشغالاتهم وتسديد حقوقهم المالية، بينما منحت مبالغ ضخمة تفوق المليار سنتيم "للفنانين" في حفلات قيل حولها الكثير. ومعلوم أن مؤسسات الإنجاز "المقاولات" كانت تولت مهمة بناء سكنات لفائدة قطاع التربية تحت إشراف وزارة السكن برنامج 2011، مما كلف أصحابها الملايين أنفقت على هذه السكنات، ولم يظفروا بمليم لحد الساعة، وهو ما أغرقهم في ديون كبيرة، حيث أفلست بعض المقاولات، نظرا لحجم الأموال التي صرفت دون تعويضها من طرف الإدارة الوصية، بالرغم من تقديم كل مقاول فاتورة الإنفاق. يذكر أن مديرية السكن تتحجج، بعدم توفر الأموال الكافية، وظلت الملفات عالقة منذ شهر أكتوبر 2016، إذ تجاوزت الآجال المحددة في دفتر الشروط حسب المادة 04، ناهيك عن تجاهل تأشير ملحقات المقاولات وهو ما نجمت عنه أضرار مادية ونفسية لهؤلاء.