هوّن القيادي السابق في جبهة التحرير الوطني عمار تو من الاتهامات التي وجهها له في وقت سابق رفيقه بوجمعة هيشور بخيانة رئيس الجمهورية في 2013، معتبرًا تفسير البعض دعوته للعهدة الخامسة بالتكفير عن الذنب، بأنها مجرد حديث صبيان لا يفقهون في السياسة. حيث أكد مرة أخرى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قائد استثنائي بكل المقاييس. الوزير السابق الذي نزل ضيفًا على منتدى "الشروق"، ظهر متفائلاً بتجاوز الجزائر للأزمة المالية في ظرف ثلاث سنوات، إذ يرى أنّ الوزير الأول الحالي مسؤولاً محنّكا، وبمقدوره النجاح في مهمة الإقلاع الاقتصادي، رافضًا توصيف مأموريته بالقذرة، مثلما تشيع عنها المعارضة. وفي سياق آخر، أقرّ عمار تو أن "الأفلان" يعيش أسوأ أيامه، فهو حسبه يعاني تنظيميّا والتراجع الانتخابي خير دليل، كما أضحى غائبا عن النقاش الفكري العام منذ رحيل عبد العزيز بلخادم، هذا الأخير قال عنه إنه أخطأ بالاحتكام إلى الصندوق في "موقعة الرياض"، مبرّئا نفسه من الإطاحة به.
أكد أنّ الجزائر في المرحلة الأخيرة للإقلاع الاقتصادي أويحيى رجل المرحلة.. وبوتفليقة كلّفه بمهمة نبيلة وليست قذرة يعتقد وزير النقل الأسبق، عمار تو، أن الوزير الأول، أحمد أويحيى، مكلف بمهمة نبيلة من قبل الرئيس بوتفليقة لكن البعض يعتبرها "قذرة"، ويجزم بأن الرجل له من التجربة ما يمكنه من النجاح للنهوض بالبلاد اقتصاديا، لأن الجزائر قطعت –حسبه- أشواطا في إنجاز هياكل قاعدية هامة، تحتاج إلى رجال محنكين لتطبيقها ميدانيا. ويشدّد تو، خلال نزوله ضيفا على جريدة "الشروق اليومي" أن الجزائر حققت قفزة نوعية خلال العشرية الأخيرة، وقطعت أشواطا كبيرة بفضل الهياكل المنجزة، في شتى المجالات، بالرغم من تنكر البعض لها، موضحا أن الرؤية والتخطيط في تحقيق آفاق اقتصادية تمّا بنجاح، لكن التطبيق يبقى دون الطموحات. ويؤكد تو، الحامل لأربع حقائب وزارية منذ 1997، أنه لم يكن بالإمكان الاعتماد على القطاع العمومي للنهوض بالاقتصاد، وكان لا بد من إقامة شراكة مع الأجانب حتى يتم تعويضه بالقطاع الخاص، بمعنى "توليف" كل هذه الأمور وتكملة النسيج الاقتصادي باستثمارات مع الأجانب. ويعتقد المتحدث أن الحكومة لأول مرة قدمت حصيلة متكاملة على ما تم إنجازه في هياكل الصحة والتربية، التعليم العالي وغيرها من القطاعات، ويرى تو، أن التساؤل المحوري، يكمن في أين نضع كل ما أنجز بالنسبة لما ننتظره كمجتمع وشعب؟، ومن منظوره فإن الجزائر ليست بحاجة إلى 20 سنة من أجل الإقلاع الاقتصادي كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن كل الظروف مواتية وأنها وصلت إلى آخر مرحلة وهي الانتقال إلى الصناعة المتنوعة. وبهذا الخصوص يشدّد الوزير الأسبق، على أن ذلك يتطلب الخبرة والشجاعة القوية والتحكم في التكنولوجيا، بالإضافة إلى رجال محنكين، ويرى تو، أن تعيين أويحيى في منصب الوزارة الأولى خيار صائب، لأنه يمتلك تجربة تمكنه من النجاح في التوليفة بين القطاع العمومي والخاص والأجنبي.
اعتبر الجزائر بعيدة عن الخطر وأفضل من جيرانها توقيف المشاريع "جريمة".. و لا نريد تكرار سيناريو 86 انتقد وزير الصحة الأسبق، عمار تو، لجوء السلطات العمومية إلى تجميد المشاريع التنموية بسبب تراجع عائداتها من المحروقات، ولفت إلى أن هذا الحل غير صائب إطلاقا ويشكل "جريمة" في حق الأجيال، موضحا: "حتى في عز الأزمة، المشاريع الكبرى لا تتوقف.. ربما قد تتباطأ وتتأخر آجال التسليم لكن النظرة تبقى قائمة"، وشدّد بهذا الخصوص: "حتى في أزمة 86 عندما تدحرج سعر البترول من 46 دولارا إلى 9 دولارات لم تتخذ الجزائر قرارا مماثلا". ولهذا ثمّن ضيف "الشروق" القرار الذي اهتدت إليه الحكومة، بإعلانها رفع التجميد عن مشاريع التربية، الصحة، الموارد المائية وغيرها، معربًا عن رغبته في رفع التجميد عن كل المشاريع حتى لا تتوقف الحركية التنموية. وذكر المتحدث بأن الجزائر بالرغم مما تواجهه، إلاّ أنها تبقى في أريحية مالية كونها تمتلك احتياطي صرف يقدر ب 100 مليار دولار، وأنها مقارنة بدول مجاورة تبقى بعيدة عن دائرة الخطر، لكنه حذّر في نفس الوقت من التبعية إلى المحروقات قائلا: "احتياطي الصرف الجزائري يبقى هشا لأنه يعتمد على 97 من المائة من صادرات البترول ولهذا علينا تنويع مصادر الدخل". وحذر المتحدث من قرارات الحكومة بكبح قيمة الواردات، التي يجب أن تكون مدروسة وأن لا تدفع فئات المجتمع الفاتورة، ويفصّل هنا: "لا نريد تكرار ما وقع سنة 86 عندما انتقلنا من مرحلة البذخ إلى الاقتيات"، وأوضح: "لا يجب على الحكومة معاقبة فئة على فئة، وحرمان المواطنين من بعض المواد التي تعوّدوا على استعمالها أو التضحية بجيل لصالح أجيال أخرى"، مشيرا إلى أن تقليص حجم الواردات أكبر تحد يواجه الحكومة، وأعطى مثالا بالسيارات، حيث وصف وقف استيرادها بالخطوة الشجاعة نظرا للملايير التي كانت تستنزفها سنويا.
وصف صراحة أويحيى بالمخيفة ولكنها ضروريّة مسؤولون وقفوا ضدّ البنوك الإسلامية والتبليغ الحكومي رديء وصف عمار تو، قرار الحكومة بإدخال تعاملات بنكية إسلامية غير ربوية بالخطوة الايجابية، حيث ستتمكن السلطات العمومية بانفتاحها على التعاملات المالية الإسلامية، من قياس العلاقة السببية بين عزوف المواطن عن اللجوء إلى البنوك والعامل الربوي. كما اعترف عضو الحكومة السابق أن مسؤولين كبارا في هرم الدولة عارضوا وعرقلوا سابقا مثل هذه الخطوة بخلفيات أيديولوجية بعيدا عن منطق الاقتصاد البراغماتي. وبخصوص التحليلات القائلة بأن المواطن "يكفر" بالدولة ويرفض وضع أمواله في القنوات الرسمية، يرفض تو هذا الطرح، بدليل أن الجزائريين وضعوا ثقتهم في الدولة حتى في سنوات الجمر، وكانوا يلجؤون إلى البنوك. مرجعًا سبب العزوف، إلى رغبة لدى المواطن في البقاء خارج الدائرة الرقابية، لأنه يدرك أنه مجبر على دفع ضريبة على أمواله، عندما يتم وزنها. ورافع المتحدث لضرورة تطوير الحسّ المدني تجاه البلد ومؤسساته، والتقيّد بالقيام بالواجبات بالتوازي مع الحصول على الحقوق، لافتا: "ملثما ندفع الزكاة سنويا بحكم الدين، نحن مجبرون على دفع الضريبة تحت طائل المواطنة". في حين دعا عمار تو إلى تنظيم عاجل لسوق الصرف الموازي للعملة الأجنبية، بدل فتح مكاتب صرف جديدة، معتبرا في السياق، السوق السوداء لبيع وشراء "الدوفيز"، على أنه "سوق مسكوت عنه"، كخطوة أولى لتنظيمه وحصره في مكان محدد، تحسبا لمنح الاعتماد للناشطين فيه، الأمر الذي سيسمح بدخول تلك الأموال إلى البنك المركزي، وهنا سعر الصرف سينخفض ويتم امتصاص تلك الأموال الموجودة في السوق الموازية، وهو ما سينعكس على الأسعار والخدمات وبالتالي حماية العملة الوطنية من الانهيار. وفي سياق ذي صلة، يقرّ الوزير الأسبق للتعليم العالي والبحث العلمي، عمار تو، بأن من بين المشاكل التي تواجهها الجزائر ضعف التبليغ الحكومي، أو الرسمي، موضحا أن السلطات العمومية تعتقد أنها بمجرد اتخاذ القرار فإنه يصل إلى من يطبقه وبالتالي لا داعي للترويج له عبر وسائل الإعلام، داعيا لضرورة إيلاء أهمية بالغة لهذا الأمر بالذات. ولام المتحدث الحكومة على عدم اهتدائها لأفضل السبل في شرح الأزمة، لافتا إلى أن الشعب الجزائري كان قادرا على تفهم الإجراءات التي ستتخذها الحكومة في حال التبليغ والمصارحة. وبخصوص الكلام الصادر عن الوزير الأول، أحمد أويحيى، في تشخيصه للأزمة، ذكر تو: "الصراحة أحيانا ضرورية.. قد تُحرج وتخيف لكنها تشعر الناس بواقع الأمر".
قال إنّ وضع "الأفلان" اليوم هو الأسوأ... تو: "بلخادم أخطأ .. والمؤتمر الاستثنائي هو الحل لإنهاء الأزمة" يرى القيادي السابق في جبهة التحرير الوطني، عمار تو، أن الحل الوحيد في إنهاء الصراعات داخل الحزب العتيد يكمن في عقد مؤتمر استثنائي بعد المحليات، يزيل كافة الضغائن، نافيا في الوقت ذاته أن تكون له علاقة بإزاحة عبد العزيز بلخادم من رأس الأمانة العامة للحزب، مصرحا: "كل ما في الأمر أنّ بلخادم أخطأ لما احتكم إلى الصندوق في 2013". وعاد ضيف "الشروق" ليكشف عن تفاصيل سقوط بلخادم في فندق الرياض، بعد أن أعدم سياسيّا عبر الصندوق، حيث نفى عمار تو، أن تكون له صلة برحيله، وذهب أبعد من ذلك حين قال إنه سعى للحيلولة دون اللجوء إلى الصندوق، مصرحا: "بعثت بمرسول إلى بلخادم، وهو نائب سابق عن ولاية غليزان، ليبلغه بخطورة اللجوء إلى الصندوق، إلا أنّ هذا الأخير أخبره بأن الوقت قد فات ولا يمكن العودة إلى الوراء". وأضاف تو "ما كنا خائفين منه قد وقع، حيث تحصل بلخادم على 156 صوت فقط في اللجنة المركزية رغم أن 223 عضو كانوا قد التزموا معه بالبصمة"، وعن احتمال تعرض عبد العزيز بلخادم للخيانة من طرف قيادات الحزب في تلك المرحلة، صرح وزير البريد الأسبق بأن السياسة لا تعرف الالتزام، واختيار الصندوق فيه مغامرة كبيرة، مضيفا: "من قالوا عنهم بأنهم خانوا بلخادم، هم أنفسهم من اقترحوا عليه تعيين خليفته على رأس الحزب". بالمقابل تطرّق، عمار تو إلى الصراعات التي يعيشها الأفلان منذ 2013، مقترحا عقد مؤتمر استثنائي بعد المحليات، من شأنه - حسبه- إنهاء التوتر الذي تعيشه القاعدة النضالية، قائلا "لا أحد ينكر وجود مشاكل داخلية في الأفلان"، وبالتالي عقد مؤتمر استثنائي فرصة لتجاوز كل الصراعات يضيف محدثنا "عندما يتأزم الوضع داخل الحزب العتيد كنا نحتكم إلى مؤتمر استثنائي لتزول فيه كل الضغائن، وننطلق مجددا بأقل الأضرار". وردا على سؤال بخصوص قدرة الأمين العام الحالي للحزب جمال ولد عباس على قيادة الأفلان إلى مؤتمر استثنائي، قال عمار تو إن هذه القرارات تعود للحزب، الذي هو سيد في اختيار المكتب السياسي، وأعضاء اللجنة المركزية، بينما أكد أن اختيار الأمين العام للحزب يكون بموافقة رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة. وبخصوص تراجع مكانة الحزب سياسيا، يرى الوزير الأسبق أن قياس التقدّم والتراجع يكون بناءا على النتائج المحققة في الانتخابات، معترفا أن وضعيّة الأفلان أسوأ مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات في عهدة بلخادم.
تو: "الأفلان" غائب فكريّا منذ رحيل بلخادم اعترف قيادي "الأفلان" السابق عمار تو، بتراجع مواقف الحزب من القضايا الوطنية، معتبرا أنّ حزب جبهة التحرير الوطني أضحى غائبا فكريا عن الساحة السياسية منذ 3 سنوات، وفي مقدمتها الجدل الكبير الذي يسود في قطاع التربية منذ مجيء نورية بن غبريط. وقال تو، إن الحزب العتيد اليوم لم يعد يتفاعل مع القضايا الوطنية التي تشهدها الساحة السياسية مؤخرا، وأضاف أنه منذ رحيل بلخادم لم تعد تنظم الملتقيات العلمية، واستدلّ الرجل بعدة أمثلة، حيث قال "حين انعقد المؤتمر السابع لحزب جبهة التحرير الوطني كنت آنذاك مكلفا بصياغة وكتابة البرنامج، وعملنا حينها على أن يكون مواكبا للتطوّرات الحاصلة في الساحة الوطنية"، وهو الشيء الغائب اليوم، على حدّ قوله. وتابع ضيف "الشروق" حديثه، "حزب جبهة التحرير الوطني قبل 3 سنوات كانت مواقفه مرجعية تساهم في تسيير البلاد"، حيث لم تخل تلك المرحلة من النشاط عبر تنظيم ملتقيات علمية وفكرية، تستقطب مختصين في كافة المجالات، يساهمون في إثراء المواضيع التي لها صلة مباشرة بالقضايا الوطنية، وهو الشيء الغائب الآن حسب محدثنا، حيث لم يعد حزب جبهة التحرير الوطني في المكانة التي كان عليها، والدور المنوط به.
هيشور "صديقي".. ومن اتهموني بالتزلّف للرئيس "صبيان" رفض عمار تو، الرد على تصريحات رفيقه الوزير الأسبق بوجمعة هيشور الذي اتهمه بخيانة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واكتفى بالتأكيد على أن ما يجمعه بالوزير الأسبق أكثر من صداقة. وبخصوص انتقاد سياسيين لحديث تو المبكر عن عهدة خامسة واعتباره تكفيرا عن خيانته للرئيس في 2013، وصف تو هؤلاء بالصبيان الذين يجهلون أبجديات السياسة، مستغلا بذلك الفرصة ليثني على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي قال إنه رجل استثنائي قدم الكثير للبلاد، لا سيما في الجانب الأمني والاقتصادي والاجتماعي، قائلا: "هو رجل استثنائي فيما يتعلق بتصوّر البلاد، ليس من الصدفة أن تكون الجزائر من أكثر الدول أمنًا واستقرارا في ظل ما يحدث في دول الجوار". وفي سياق متصل رفض عمار تو التعليق على الرسالة التي وقعها كل من أحمد الإبراهيمي والمحامي يحيي عبد النور والعسكري المتقاعد رشيد بن يلس مؤخرا، وأوضح أنه سيرد على هؤلاء في مقال له سيصدر نهاية أكتوبر الجاري، مصرحا: "في الوقت الراهن الجزائر بحاجة إلى دينامكية بناء وليست تهديم"، مشيرا إلى أن مثل هذه الأمور لا توقف الجزائر، وكان على البعض البحث والتأمل في زيارة رئيس الحكومة الروسي دميتري مدفيديف وما حملته الزيارة من آفاق للتعاون بين البلدين"، في إشارة إلى ثقة الشركاء الأجانب والقوى الكبرى في قدرة النظام الجزائري.