تسبب التغير المفاجئ في الطقس من حار جدا يوم الأربعاء إلى بارد ممطر يومي الخميس والجمعة، في تنقل عشرات المواطنين من مختلف الفئات العمرية بالأخص النساء والأطفال إلى مصالح الاستعجالات والمؤسسات الجوارية، نتيجة إصابتهم بضيق شديد في التنفس وزكام حاد لتزداد وضعيتهم الصحية تدهورا بعد ازدياد نسبة الرطوبة الليلية. بمجرد الاقتراب من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية القبة – العناصر تخترق أذانك نوبات سعال وأنات مرضى أتعبهم تغير الطقس من حار إلى بارد في كل مرة، وبالرغم من تأخر الوقت وتجاوزه منتصف الليل، غير أن الحركية التي كانت داخل المصلحة والأعداد الكبيرة للمرضى المرافقين بعائلاتهم تدفعك للاستغراب، وكأن الجميع مرضى. أخذنا مقعدنا ننتظر دورنا وإلى جانبنا كانت عجوز ترتدي معطفا شتويا ترتعش من الحمى، راحت تتحدث عن حالتها تقول "أعاني من الربو، فأمس في إشارة منها ليوم الأربعاء، عندما هبت الرياح وبدأت الأتربة تتصاعد شعرت بضيق في التنفس ولم ينفع معي البخاخ "الفونتولين" فنقلت للاستعجالات وتم إسعافي بالأوكسجين واليوم انتابتني حمى شديدة وسعال". أما إحدى السيدات والتي جلبت ابنتها الصغيرة صاحبة العشر سنوات، فاعتبرت خروجها في الصباح الباكر عند اتجاهها للمدرسة بدون معطف السبب الرئيسي في مرضها، فالجو تغير بسرعة والطفلة كانت تلبس بدون أكمام وعند عودتها بدأت تسعل لتتدهور حالتها لمعاناة من الحمى وآلام في الحلق مع غثيان، لذا أسرعوا بها للعيادة خوفا من أن تزداد وضعيتها سوءا. وفي هذا الصدد، كشف لنا عامل في المصلحة استقبالهم عشرات المرضى، فمنذ الساعة السادسة مساء وإلى غاية الثالثة صباحا، توافد على المصلحة أزيد من عشرين حالة طارئة جميعهم كانوا يعانون من أعراض متشابهة، سعال وزكام حاد وحمى وغالبيتهم أطفال، نساء ومسنون أيضا. أما الطبيب المناوب فأرجع العدد الكبير في الإصابات لتغير الطقس وجميع الإصابات متشابهة كالزكام، التهاب الحلق مصحوبة بسعال، وتزيد الحالة تعقدا وخطورة إذا كان المريض مسنا أو امرأة حاملا أو يعاني من أمراض مزمنة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، مرض القلب أو الربو. فهذه الحالات تتطلب عناية خاصة تفاديا لمضاعفات أخرى، وأردف المتحدث قائلا في السابق كان المواطنون يكتفون بالعلاج البسيط باستعمال المشروبات الساخنة "تيزانة"، أما الآن ومع انتشار الوعي فالجميع أصبح يهرع للمستشفيات والمؤسسات الجوارية خوفا من أي أمراض أخرى، وعن الأدوية الموصوفة ذكر محدثنا في الغالب خافضات الحمى، مضادات حيوية، ليواصل غالبية المصابين سيتحسنون بعد ثلاثة أيام من الشروع في استعمال العلاج الذي تتراوح مدته ما بين 5 و10 أيام، ونصح المختص المرضى بتفادي التعرض للتيارات الباردة وارتداء ملابس قطنية خفيفة تتلاءم مع الفصل مع ضرورة الخضوع للتلقيح ضد الزكام. وكشف لنا صيدلي بالقبة، عن زيادة في سعر اللقاح ضد الزكام مقارنة بالأعوام الماضية، حيث كان سعره 550 دج ليصبح هذه السنة 650 دج وليست جميع الصيدليات تقدم التلقيح للمرضى، بل هناك من تكتفي ببيعه فقط، مضيفا أن غالبية المواطنين يفضلون شراءه بدلا من التوجه للمؤسسات الإستشفائية العمومية لانتظار دورهم للاستفادة من التلقيح ضد الزكام المجاني، وفي كل مرة يطلب منهم العودة في اليوم الموالي.