كثر الحديث هذه الأيام عن انتشار الأنفلونزا في أوساط المجتمع، بعد اتساع رقعة المصابين بزكام حاد، ما ساعد على انتقال العدوى بين الأشخاص، وهو الأمر الذي أثار فضول البعض للتساؤل عن أسباب هذه الأنفلونزا التي جاءت قبل فصل الشتاء، إلا أن الأطباء وصفوها بالعادية، وأرجعوها إلى اختلال التوازن الحراري الذي يعرفه الطقس هذه الأيام. “الفجر” حملت أسئلة المصابين ورصدت آراء البعض بخصوص هذا الموضوع، حيث أعرب جل المصابين عن تذمرهم وانزعاجهم من هذا المرض الذي أصبح يؤرقهم، حيث قالت منال، وهي موظفة بإحدى الشركات، بأنها تعاني من الأنفلونزا منذ قرابة خمسة أيام، مشيرة إلى أنها لم تتناول شيئا باردا، كما أنها لم تتعرض إلى ضربة برد أو غيرها، إلا أنها أصيبت بالفيروس وهي الآن تخضع للعلاج. وأخبرنا سمير، وهو شاب يدرس في الثانوية، بأن العدوى انتقلت إليه من طرف أخته المصابة منذ أسبوع، مما حرمهما من الدراسة، وهما الآن ماكثان بالبيت، إلى أن يشفيا من المرض تماما، وهو ما سيعفي زملاءهما من ضربة زكام دون شك. وفي هذا السياق، أكد البروفيسور مصطفى خياطي، أن إصابة الأشخاص بالأنفلونزا في هذا الوقت أمر عادي ولا يستدعي القلق، وقد أرجع الأسباب التي ساهمت في انتشار هذه الأنفلونزا إلى اختلال في التوازن الحراري أي تغير دراجة الحرارة وتقلب الأحوال الجوية، حيث يتعرض الشخص المصاب إلى حمى شديدة، صداع، سعال، احتقان الحلق ورشح في الأنف. وأضاف محدثنا أن الأطفال الصغار والكبار في السن وذوي الأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا، باعتبار أن المناعة لديهم ضعيفة، ما يسهل انتقال الفيروس إليهم بسرعة، بالإضافة إلى أن فكرة الإصابة بفيروس الأنفلونزا تبدأ مع نهاية شهر أكتوبر وبداية شهر نوفمبر ترسخت لدى الكثير من الأشخاص، علما أنه يمكن الإصابة بالأنفلونزا على مدار السنة لأسباب يكون المريض بذاته هو المسؤول عنها، وذلك نتيجة عدم أخذ الحيطة والاعتناء بنفسه وتفادي المشروبات الباردة أو الاستحمام صباحا والتعرض للهواء وغيرها من العوامل التي تؤدي للإصابة بالمرض. من جهته، قال الدكتور بورنان، إن الإصابة بالأنفلونزا في شهر سبتمبر يعد أمرا نادرا، والأسباب راجعة إلى انتقال الفيروس من دول أوروبا إلى بلدان البحر الأبيض لمتوسط، حيث عرفت المستشفيات توافد العديد من المرضى المصابين بهذا الفيروس، خاصة الأطفال الصغار، أي ممن هم ما بين سن 6 أشهر إلى 5 سنوات، وكذلك النساء الحوامل، ومن تجاوزوا الخمسين وما فوق من العمر، والمُصابون بأمراض مزمنة، وبالأخص المرضى الذين يعانون من أمراض الحساسية، مثل المُصابين بالربو أو أمراض الرئة، ما جعلهم يتعرضون لأزمات حادة في ضيق التنفس والتهاب في اللوزتين. وفي السياق نفسه، ينصح ذات المتحدث المرضى الذين يعانون من أمراض الحساسية بشرب الأدوية ابتداء من هذا الشهر للوقاية من الأعراض التي قد تصيبهم جراء الإصابة بالأنفلونزا التي قد تسبب خطرا على صحتهم، وكذا يجب تجنب الاختلاط في الأماكن المغلقة وتهويتها جيدا.