يضرب المنتخب الوطني لكرة القدم مساء اليوم موعدا آخر للشعب الجزائري بمناسبة المباراة المصيرية والحاسمة التي ستجمعه بنظيره الإنجليزي بملعب مدينة كاب تاون، وهي المباراة التي لا خيار فيها لرفاق كريم زياني عن الفوز لأن أي نتيجة أخرى تعني ببساطة العودة إلى الديار. * وبشهادة الجميع ستكون المهمة صعبة جدا لأن المنافس من العيار الثقيل، وهو الذي سيدخل أرضية الميدان بنية الفوز على اعتبار أنه الأقوى، والمنتخب الجزائري في نظر الإنجليز منافس سهل المنال، ونقاط المباراة محسومة ولا نقاش فيها. * ومع اقتراب موعد هذه المباراة الصعبة ازدادت مخاوف الجزائريين من التعثر والهزيمة طالما أن المنطق يرشح المنافس للفوز واختراق دفاع الخضر دون عناء كبير، غير أن المفاجأة واردة في كل لحظة في نظر الجزائريين الذين لا زلوا يعيشون على وقع الأمل متذكرين ما حدث في مونديال إسبانيا سنة 1982لما هزمت الجزائرألمانيا، وعليه كل شيء ممكن في نظر الجزائريين، لأن الكرة ليست علوما دقيقة والميدان هو الفاصل الوحيد ولا دخل للمنطق فيها. * * تغييرات في صفوف الخضر وخطة تكتيكية جديدة * وبالنظر لوقع الصدمة وموجة الغضب الشعبي الشديدة التي أعقبت الهزيمة أمام سلوفينيا، لم يكن أمام الناخب الوطني أي خيار آخر سوى إدراج بعض التغييرات على التشكيلة في مواجهة اليوم، حيث كشف في أولى تدخلاته عن تدعيم الهجوم بإشراك لاعب سوشو الفرنسي رياض بودبوز كأساسي، حيث سيلعب بجانب كريم مطمور، مع إحالة قلب الهجوم رفيق جبور على كرسي الاحتياط، بينما وعلى مستوى حراسة المرمى فقد قرر الناخب الوطني منح ثقته للحارس مبولحي الذي سيأخذ مكان فوزي شاوشي الذي وحسب الأخبار الواردة من داخل المنتخب الوطني يعاني من إصابة ستمنعه من المشاركة، والحقيقة قالت مصادر أخرى * ل "الشروق" فإن حارس الوفاق السطايفي لم يستطع تحمّل مخلفات الهزيمة أمام سلوفينيا، وبالتالي لم يجد سوى التحجج بالإصابة للتهرب من المشاركة في المباراة أمام الإنجليز هو الذي يدرك تمام الإدراك أن أي خطأ اليوم لن يغفره له الشعب الجزائري مادام حيا. * من جهة ثانية تقول مختلف المصادر أن رابح سعدان قرر تحت ضغط اللاعبين والمسؤولين وحتى الشعب الجزائري مراجعة الخطة التكتيكية التي يلعب بها، حيث ينوي الذهاب مباشرة إلى الهجوم، طالما أن الخضر ليس أمامهم ما يخسرونه ويجب عليهم توظيف كل الأوراق إن كانوا يفكرون بحق في حفظ ماء الوجه وإحداث المفاجأة. * * معنويات مرتفعة وإحساس شديد بثقل المسؤولية * وقبل ساعات معدودة عن المباراة يبدو أن اللاعبين في حالة نفسية جيدة، حيث وضعوا مباراة سلوفينيا في طي النسيان، وهم لا يفكرون سوى في التحدي اليوم أمام رفاق روني وجيرارد، والروح الوطنية ستكون بلا شك سلاحهم الوحيد والأكبر كما وأنهم شاهدوا مساء يوم الأربعاء شريط فيلم معركة الجزائر الذي ذكرهم بدون شك بأعلى قيم الوطنية.