اتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، إيران بشن "عدوان عسكري مباشر" ضد المملكة عبر اليمن، في تصعيد جديد للهجة ضد طهران يأتي في وقت تشهد السعودية حملة تطهير غير مسبوقة تستهدف أمراء ومسؤولين. وأعلنت السعودية، السبت، أن قواتها اعترضت فوق مطار الرياض صاروخاً بالستياً أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه العاصمة، ما أدى إلى سقوط شظايا منه في حرم المطار، محملة طهران المسؤولية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن ولي العهد قوله في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: "إن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً من قبل النظام الإيراني". وأضاف الأمير محمد الذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع، أن هذا الانخراط "قد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة". وأطلق المتمردون الحوثيون في الماضي صواريخ باتجاه السعودية، إلا أنها المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ إلى العاصمة وتتساقط أجزاء منه في مطار مدني، ما يؤكد التهديد المتصاعد الذي تشكله صواريخ المتمردين على أمن المملكة وحركة الملاحة الجوية فيها. وتتهم السعودية إيران بتهريب الأسلحة إلى المتمردين الشيعة، إلا أن طهران تنفي هذه التهم وتقول أن السعودية تحاول التغطية على "جرائم حرب" ترتكبها في أفقر دول الجزيرة العربية. ولا تخفي طهران دعمها السياسي للتمرد الحوثي. وبعيد اعتراض الصاروخ في نهاية الأسبوع، قرر التحالف إغلاق منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية بشكل مؤقت "من أجل سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية". واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، أن الصاروخ الذي أطلق باتجاه الرياض قد يشكل "جريمة حرب"، لكنها دعت في الوقت ذاته السعودية إلى عدم الرد بزيادة القيود على إدخال المساعدات إلى البلد الغارق في نزاع مسلح. وقالت في بيان: "يبدو أن الحوثيين ارتكبوا جريمة حرب بإطلاق صاروخ بالستي عشوائي على مطار مدني"، مضيفة أن الهجوم "هو الأحدث في سلسلة غارات عشوائية بالصواريخ البالستية شنتها قوات الحوثي-صالح على المملكة، وإن كانت أول مرة تصل العاصمة". ورأت أن "الهجوم غير القانوني لا يبرر أن تزيد السعودية من الكارثة الإنسانية اليمنية بزيادة القيود على المساعدات وإمكانية الدخول إلى اليمن". وأعلن متحدث باسم الأممالمتحدة، أن قرار إغلاق المنافذ حال دون إرسال المنظمة الدولية طائرتين تنقلان المساعدات إلى البلد المنكوب.