تشهد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة قاصدي مرباح ورقلة، فوضى عارمة منذ بداية الدخول الجامعي الحالي، فيما وجد الطلبة أنفسهم تائهين بين عدة أقسام يتزاحم عليها أساتذة في مختلف المواد مع تكرار إعداد جداول متضاربة دوّخت الأساتذة والطلبة، وهي مشاهد مخزية لم تسجل بنفس الهيكل الجامعي منذ افتتاحه. يعيش طلبة العلوم السياسية حالة من التململ بسبب سوء التنظيم والتراكمات الحاصلة من طرف إدارة الكلية، التي لم تكلف نفسها عناء إيجاد حلول جذرية لقضية نقص أقسام التدريس، في حين تم تسليم جدول التوزيع الساعي للطلبة ثلاث مرات من أجل الخروج من الضائقة لكن دون جدوى. وعجزت نفس الإدارة عن تعويض ساعات الأساتذة الذين تحصلوا على عطلة استثنائية بعد مشاركتهم كمترشحين في الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها يوم 23 نوفمبر الجاري، إذ أن الطلبة لم يدرسوا بعض المواد منذ انطلاق الحملة الانتخابية، منهم طلبة السنة الثانية جذع مشترك مادة "إبستومولوجيا"، حيث تفاجأت أستاذة بإدراجها ضمن الجدول الأخير لتدريس نفس الطلبة دون علمها مسبقا، بعد غياب أستاذ المادة المترشح للانتخابات، وغيرها من التناقضات التي يعاني الطلبة منها خصوصا الجدد منهم. واستنادا إلى مصادر "الشروق" فإن القرار الذي اتخذه مدير الجامعة هذه السنة بتحويل طلبة العلوم الإنسانية وطلبة الإعلام والاتصال، إلى نفس الكلية شكّل ضغطا رهيبا على إدارة "قسم العلوم السياسية"، التي استنجدت بقاعة المناقشة وقاعة أخرى مخصّصة للأساتذة كحلّ مؤقت لاحتواء الموقف. ورغم أن عدد طلبة العلوم السياسية ليس بالكبير مقارنة بطلبة الحقوق، إلا أن العجز الملحوظ في عدد الحجرات، زاد من تفاقم الأزمة المرجح أنها ستكون أكثر حدة مع بداية الامتحانات شهر جانفي المقبل. وحسب توضيحات عدد من الطلبة ل "الشروق" فإن الأساتذة يقومون بواجبهم التعليمي بصفة نظامية، غير أن التنقل بين القاعات، وتغيير الجدول الساعي عدة مرات أربك الجميع حيث يجد الطلبة أنفسهم يوميا في رحلة البحث عن قاعة جديدة بدلا من أقسام قارة. وكانت "الشروق" قد اتصلت بمدير الجامعة لمعرفة رأيه غير أن هذا الأخير اكتفى بالرد عبر رسالة نصية، أنه في اجتماع على أن يتصل بنا لاحقا لكن هذا لم يحدث.