نظم الخميس، قسم الفلسفة بجامعة معسكر بالتعاون مع مخبر البحوث الاجتماعية والتاريخية والجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية احتفالية ثقافية وعلمية وفنية منوعة بمناسبة "اليوم العالمي للفلسفة"، المصادف لكل ثالث يوم خميس من شهر نوفمبر، وذلك بحضور عديد والباحثين والطلبة من مختلف جامعات الوطن. والاحتفالية التي احتضنتها مكتبة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة "مصطفى اسطمبولي" بمعسكر، تحت عنوان "كيف نقرأ محمد أركون؟" شهدت حضورا مميزا لباحثين وأكاديميين وطلبة ومهتمين بالفلسفة ويتقدمهم إبن أخت المفكر الراحل محمد أركون، وتزامنت مع احتفاء كبريات العواصم الدولية وفي مقر "اليونسكو" ببايس بحسب ما أكدّت عليه "منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة" منذ أن بدأ الاحتفال أول مرة في 21 نوفمبر سنة 2002. وحسب الأكاديمي والباحث بشير خليفي فإنّ الأبجديات المرافقة لهذا اليوم وفقا لليونسكو تحث على ضرورة المزاوجة بين تدارس الشأن الفلسفي عبر تنظيم نشاط علمي ومرافقته بنشطات فنية متنوعة وأشكال تعبيرية مختلفة. وقال خليفي أنّ هذه النشاطات جسدت بقسم الفلسفة بجامعة معسكر حيث تم تدارس سؤال "كيف نقرأ أركون في يوم دراسي وطني" افتتحه مدير الجامعة وحضره أساتذة جامعيون، باحثون، مثقفون وطلبة مهتمون من جامعات ومناطق مختلفة من داخل الوطن. إلى جانب تم تنظيم معرض الفنون التشكيلية بحضور ثلّة من رسامي دار الثقافة لولاية معسكر، إضافة إلى معرض احتوى على كتب محمد أركون باللغات الثلاث. وشهدت الفعالية مشاركة ابن أخت المفكر محمد أركون جعفر سيلام والذي كان لحضوره أثره الواضح في المعرفة بأركون الإنسان في ضوء مداخلته المعنونة ب"محمد أركون: سيرة وذكريات". وعاد جعفر سيلام بالحضور عبر قصة العائلة التي رحلت ذات زمن عسير من تاوريت ميمون بمنطقة القبائل إلى بلدة عين الأربعاء بعين تموشنت، كما تحدث عن الطريقة التي دفعت محمد أركون إلى التفرد ومن ثمة التحليق عاليا في عوالم الفكر والثقافة وعن سعي أخواله وأقربائه إلى دفنه في مسقط الرأس وما ساور ذلك من محاولات وحكايات. وتناول الدكتور عابد سلطانة بهذه المناسبة مداخلة عنونها ب" ذكريات الدرس الأسبوعي لمحمد أركون بجامعة باريس 3 السربون الجديدة 1989 -1992" واستعاد عبرها ذكرياته في السربون عندما كان في العشرينيات من العمر ولقائه بالبروفسور محمد أركون. وذكر في حديثه أنّ أبرز جملة أثرت فيه حينما قال له البروفسور أركون "أنا باحث ولست عالما". كما تحدث الدكتور عابد سلطانة بكثير من النوستالجيا عن الفترة التي جمعته بأركون وخصوصا عن سمات تفرده بوصفه إنسانا، باحثا وأستاذا. من جهتها، أفردت الشاعرة نسيبة عطا الله قصيدة وقرأتها على الحضور كان مسك ختام اليوم الدراسي الذي امتدت أشغاله عبر جلستين حملت الأولى عنوان "شهادات: محمد أركون الإنسان والمفكر"، في حين الجلسة الثانية، ارتبطت ب" نظرية تعلقت بآليات فهم المشروع الأركوني". وتلا الجلستين نقاش ونقد ما تم طرحه في هذه الفعالية التي أسدل ستارها بإهداء الفنان سليماني سنوسي ابن أخت محمد أركون جعفر سيلام "بورتري" جميل للبروفسور محمد أركون رسمه في المعرض المقام ببهو المكتبة.