يواجه أكثر من 400 مريض خضع لزراعة الكلى بمستشفى مصطفى باشا الجامعي وضعا حرجا بعد غلق مصلحة الفحص والمتابعة المخصصة لهم، حيث حرموا من الفحوصات الاعتيادية منذ أكثر من شهر ونصف تقريبا. ورغم أنّ إدارة المستشفى منحت لهم قاعة بعد احتجاجات ومراسلات عديدة قاموا بها، إلا أنهم رفضوا الموقع نظرا لسوء حالته ووضعيته المتدهورة جدا، حسب أقوالهم، فهم مرضى ذوو مناعة ضعيفة جدا ووجودهم في مكان مثل هذا سيضرهم ويعرضهم لتعقيدات ومضاعفات. المرضى وحسب ما أكدهم بعضهم للشروق ينحدرون من ولايات مختلفة ويقطعون كلمترات عديدة، فبعضهم يأتي من الجنوب وبعضهم من الولايات الشمالية الداخلية ليعودوا أدراجهم خائبين والسبب حسب ما يؤكده لهم أطباؤهم والفريق العامل بالمستشفى يتعلق بانعدام قاعة لفحصهم، بعد أن حوّلت القاعة السابقة إلى تخصص آخر. "الشروق" اتصلت ببعض المرضى الذين عبروا عن معاناتهم، متسائلين عن سر التلاعب بحياتهم، حيث قالت إحداهم "كنا نقوم بالفحص في مكاتب إدارية وبعدها تم منحنا القاعة المحاذية لمخرج المستشفى من جهة سوق علي ملاح، لكن بعد مدّة طلب منا المغادرة بسبب أشغال الترميم لنفاجأ بعدها بعدم إعادتنا ومنح القاعة لمرضى آخرين، فيما وجهنا نحن لمصلحة لا تليق بمرضنا حسب ما أجمع عليه المختصون نظرا لانعدام المناعة لدينا". وتساءل بعض المرضى العارفين عن السبب في عدم تهيئة الطابق الأرضي لمصلحة زراعة الكلى فهو أكثر تناسبا لحالتهم وقريب من المصلحة يوفر على المريض الكثير". ورغم المراسلات العديدة لمختلف المسؤولين بدءا من مدير المستشفى ووصولا إلى وزارة الصحة، إلا أنّ أحدا لم يحرك ساكنا لإنقاذ حياة هؤلاء. وانتفض المرضى في وجه المتلاعبين بحياتهم، رافضين أن يكونوا كبش فداء لصراعات بين الإدارة والأطباء، حيث قالوا "لماذا زرعنا الكلى.. لأجل أن نحيا أم لنموت". وأضافوا "لم نأت بالكلى التي زرعناها من السوق، بل من أحشاء أهالينا ليس لنضيعها، بل لنحيا بها، فلماذا تقتلوننا أحياء". تأخر تحقيق الوعود جعل المرضى يهددون بالاحتجاج، لاسيما وأن كثيرا منهم بحاجة إلى فحوصات دورية أسبوعية أو شهرية وأحيانا أخرى نصف سنوية. من جهتها، تحركت إدارة المستشفى الجامعي مصطفى باشا الجامعي وخصصت للمرضى قاعتين حسب ما أكده ممثلها في حديثه للشروق وأكدت أنهما ستكونان جاهزتين خلال الأيام القليلة المقبلة. ونفى ممثل المستشفى أن تكون القاعتان متدهورتين او في وضعية سيئة، حيث يجري تنظيفهما وتهيئتهما وكذا دهنهما لفتحهما أمام المرضى، دون طرح أي بديل عاجل في الوقت الراهن.