بعد أن كانت قلعة للطريقة الرحمانية طوال سنوات خلت أضحت زاوية الشيخ بن عبد الرحمان في عرش آث إسماعيل ببونوح في تراجع عن أداء أنشطتها التي عهدها سكان هذه الجهة، وهذا بسبب الخلافات التي طفت إلى السطح منذ تسعينيات القرن الماضي حينما أغلقت أبوابها لأسباب مختلفة. وبعد عودة الهدوء والأمن قام بعض المحسنين بإعادة تهيئتها وتوسيعها وتزويدها بأقسام ومراقد ليعود النشاط إليها منتصف عام 2000 باستقبالها حفظة القرآن ومعلمي العلوم الإسلامية، وعرفت العام الماضي لقاء وطنيا حول الزوايا ودورها في الحركة الوطنية بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد محمد عيسى، ومن ثمّ عرفت فتورا وجمودا ظهر إثر خلاف بين فريقين تنافسا على تسيير شؤونها دون أن يحصل أي واحد منهما على الاعتماد لأداء تلك المهمة ما خلّف فوضى في هذا الصرح الديني الذي سجل كذلك عملية سطو على صندوق الزكاة الموجود بداخله، أعقبه نزاع بين الإمام المدير لشؤونه ولجنة غير معتمدة خلص إلى نقل الإمام وتعيين آخر مكانه ما جعل الكثير من الطلبة يغادرون المكان ولم يبق منهم إلا القليل يتحينون الفرصة المناسبة للمغادرة إن لم تسوّ الوضعية لأسباب أرجعتها بعض المصادر المقربة إلى رداءة الوجبات الغذائية المقدمة ونقص التدفئة. ومن المؤسف جدا –حسب أحد السكان- أن يبقى مواطنو المنطقة يتفرجون على تدهور الوضع في هذه المؤسسة الدينية التي ذاع صيتها في وقت مضى دون تدخل أي طرف لفضّ الصراعات المجانية التي قلّصت أنشطتها التي صارت على يد عفريت بعد أن كانت في ثمانينيات القرن الماضي قبلة لطلاب العلوم الشرعية حينما كانت تحت تسيير الإمام عبد الله حجاز الذي دأب على تكوين أئمة يؤدون مهامهم في مختلف مساجد الوطن، وقد آن الوقت لإعادة هذه الزاوية التي تحمل اسم علامة من علماء الطريقة الرحمانية إلى سابق عهدها.