في الوقت الذي دقت فيه بعض الجمعيات الناشطة في مجال الوقاية الصحية ناقوس الخطر، بشأن التخوف من انتشار داء السيدا في الجزائر بعد عودة الأنصار الجزائريين من جنوب إفريقيا نتيجة الانتشار الكبير الذي يشهده هذا الداء المستعصي بدول جنوب القارة الإفريقية... خاصة وأن جنوب إفريقيا تعتبر من أكبر الدول الإفريقية من حيث الإنتشار الفظيع لفيروس السيدا بين سكانها بسبب التوافد الكبير للأجانب على هذا البلد خلال السنوات الأخيرة، وكذا ضعف المراقبة الطبية وغياب الثقافة الصحية وهو ما يجعل زوار القارة السمراء في خطر في حال الاحتكاك بهؤلاء المصابين من حاملي الفيروس، وهو سريع الإنتقال، سواء عن طريق أجهزة نقل الدم أو الوسائل الشخصية المتواجدة على مستوى الفنادق والمنازل التي قام الجزائريون بتأجيرها من عند الأقلية الهندية المسلمة المقيمة هناك، أو حتى عن طريق الاحتكاك. فقد اعتبر عميد الأطباء الجزائريين ورئيس مجلس أخلاقيات المهن الطبية الدكتور "بقاط بركاني" في تصريحه ل "الشروق" أمس أنه واستجابة للتحذيرات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية قبل انطلاق منافسة المونديال، والتي قالت بأن وباء السيدا يشهد انتشارا كبيرا في هذه القارة فإن وزارة الصحة الجزائرية وبالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية بعملية تنقل الأنصار الجزائريين اتخذت جملة من الإجراءات والإحتياطات الوقائية من خلال قيامها بعملية التلقيح وتمكين الأنصار المتوجهين إلى جنوب إفريقيا قبيل بداية المونديال من ضروريات الوقاية اللازمة وتوعيتهم وتحسيسهم في المطارات بخطورة الاحتكاك الجسدي أو استعمال أجهزة ولوازم متداولة بين أشخاص غير معروفين، ونفى بقاط أن يكون هناك أي خطر من شأنه يتطلب حالة الطوارئ بإخضاع كل الأنصار العائدين من جنوب إفريقيا إلى التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة عند عودتهم إلى أرض الوطن وذلك للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس الإيدز القاتل، مقللا من تصريحات بعض الأطباء الذين كانوا قد وجهوا دعوات إلى ضرورة تدخل وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لوضع نقاط مراقبة صحية على مستوى كل المطارات ونقاط العبور على الحدود لكافة المناصرين الذين يرتقب عودتهم إلى الجزائر بداية من اليوم، في حين ارتأت مصادر أخرى أن ذلك لا يعني شيئا، خاصة وأن مرحلة تطور الفيروس وظهور أعراضه لن تظهر قبل شهر من الإصابة. وخلص الدكتور بقاط في تصريحه أن احتمال إصابة المناصرين الجزائريين بفيروس السيدا في جنوب إفريقيا يبقى ضعيف جدا وأن الخطر الحقيقي يأتي من المهاجرين غير الشرعيين والذين يعبرون حدود الصحراء الجزائرية على مدار أيام السنة دون الخضوع لأية مراقبة طبية أو صحية. وقد أحصت الجمعيات الناشطة في هذا المجال إصابة 1011 شخص بفيروس الأيدز منهم 114 حالة تم تسجيلها خلال سنة 2009، كما أحصت تسجيل 4048 شخص حامل للفيروس من بينهم 553 حالة تم تسجيلها سنة 2009. وحذٌرت نفس المصادر من ارتفاع عدد المصابين بعد عودة الأنصار من جنوب إفريقيا والذي يصادف انطلاق موسم الإصطياف الذي تكثر فيه العلاقات الجنسية والإحتكاكات الجسدية غير المراقبة على مستوى الشواطئ والمخيمات.. يذكر أنه مع التلقيح الذي أجري لكل مناصر تم إجبارهم على أخذ واقيات لتفادي أي كارثة صحية قدمت لهم من طرف الهيئات الصحية الجزائرية.