1018 حالة مصاب بالسيدا، 4129 حامل للفيروس بمجموع 5147 مريض بهذا الداء الفتاك، هو آخر إحصاء لوزارة الصحة في 30 نوفمبر 2009، وبإجراء مقارنة مع أرقام العام الماضي، نلاحظ أن هناك ارتفاعا مذهلا يقدر بما يقارب 4 آلاف حالة جديدة، فبعدما كان عدد الحالات الجديدة في 2006 لا يتجاوز 200 في العام، وصلت في 2008 و2009 إلى 500 حالة في العام، هذه الأرقام يرجعها المختصون وكذا الهيئات المسؤولة إلى الكشف عن الداء والوعي بضرورة إجراء الكشف الطوعي لدى الأشخاص الذين كانوا عرضة لسبب من الأسباب الناقلة لفيروس الإيدز. هذه الأرقام التي قدمت خلال الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السيدا، الذي نظمته جمعية "ايدز الجزائر"، من شأنها أن تدق ناقوس الخطر بضرورة توخي الحذر والوقاية أكثر من أي وقت مضى، للحد من زيادة انتشار هذا الفيروس في المجتمع الجزائري. وحمل شعار الجمعية للاحتفال بهذا اليوم العالمي" أوقف انتشار السيدا، أوفي بالعهد"، وكذا "الحق في الوقاية، العلاج، والدعم"، حيث تشير جمعية "إيدز الجزائر" وعلى لسان رئيسها عثمان بوروبة، أن هذه المكتسبات تتزعزع بالتمييز الذي يعاني منه المصابون بفيروس السيدا، " هذه الوضعية تجعل العدوى تنتشر أكثر، لهذا فإننا مدعوون أن نتصرف بسرعة حتى نسمح للأشخاص الذين هم في حاجة إلى كل هذه الخدمات أن يحصلوا عليها في ظل احترام حقوق الإنسان". ومن أجل تحقيق هذا المبتغى، فإن الجمعية عقدت صفقات شراكة وتعاون مع العديد من المؤسسات، فبعد أن كان الأمر مقتصرا على المؤسسات العمومية، فإن الجديد الذي يمكن أن نسجله هذا العام هو دخول المؤسسات الخاصة في العمل من أجل مكافحة انتشار السيدا في الجزائر، حيث أبدى مجمع "أكور" للفنادق استعداده في هذا المسعى، وهذا منذ العام الماضي من خلال العمل التحسيسي الذي يقوم به، خاصة مع الزبائن القاصدين لفنادقه، وحسب المكلف بالاتصال على مستوى فندق "الماركور" محرز بلعريبي، فإن هذا المجمع يعمل على الحد من انتشار السيدا، حيث سيقوم ببث فيلم حول الوقاية من السيدا وحمى المستنقعات، في كل الفنادق التابعة للمجمع، بعد أن تم إخراج فيلمين حول الموضوع. يضاف إليه دخول البنك الفرنسي "سوسييتي جينرال" كشريك مع جمعية "ايدز الجزائر " للتعاون والمساعدة، فحسب مدير الموارد البشرية على مستوى هذا البنك، ياسين بن أحمد، فإنه : "من المهم إشراك كل القطاعات من المجتمع المدني، فمساهمتنا ستكون من عدة جوانب، المساهمة في انتشار المعلومات الخاصة بالحملات التحسيسية، والتسهيل في عملية الكشف الطوعي، والحد من كل تمييز بخصوص الناس المصابين بالفيروس في محيط العمل، وهذا ما سيخص أيضا العلاوات والترقيات"، فحسب هذا المسؤول، فإن البنك سيقوم بمساعدة كل عامل فيه يعاني من السيدا من خلال التكفل به والحفاظ على السرية، إضافة إلى عدم إقصائه ومنحه الفرصة مثله مثل بقية العمال الآخرين، لاسيما إن تعلق الأمر بالترقيات. ومن جهة أخرى، أكد أن البنك لن يعير اهتماما لمثل هذه الحالات إذا ما تعلق الأمر بالأشخاص الذين يترشحون لطلب عمل لدى البنك، إلا أنه لم يكشف لنا، إن كان هناك مشروع يجمع البنك وجمعية "ايدز الجزائر" من أجل استحداث مناصب شغل لصالح المصابين بالسيدا والذين يعانون من ويلات البطالة، التي تضاف إلى معاناتهم اليومية والنظرة السيئة للمجتمع الذي لا يقبل مثل هؤلاء في مختلف المؤسسات الاقتصادية، سواء كانت عامة أو خاصة، هذا الأمر المستعجل، أكد رئيس جمعية ايدز"، عثمان بوروبة، بشأنه، أنه سيكون هناك مخطط عمل مع البنك، لمعرفة النقائص التي يجب النظر فيها وهذا في الآجال القريبة. ومن أجل الوقاية من هذا الداء، والذي تسعى مثل هذه الجمعيات إلى كسر كل "الطابوهات" المتعلقة به، قدم البعض من الأطباء مقترحات مثل البروفيسور بودرياس، التي عادت إلى حقوق الإنسان في الوصول إلى أساليب الوقاية والعلاج، متطرقة إلى عدة نقاط من بينها، أنه لا بد من التصرف بسرعة في المتوسطات والثانويات من أجل توعية التلاميذ بأخطار السيدا، توزيع الواقيات الجنسية في الأماكن العمومية، واقترحت تخصيص موزعات أوتوماتيكية لهذا الغرض. مضيفة أنه هناك تجاوزات كثيرة لوحظت كتزويج بنات من رجال أكبر سنا منهن بكثير دون مراعاة المشاكل المنجرة عن ذلك، وأن هناك نساء انتقلت العدوى إليهن من طرف أزواجهم. كما كشفت أن تعدد الزوجات لا يمكن الأخيرات من معرفة حالاتهن فيما يخص الجهاز المناعي، وأهم نقطة، هي عدم إدراج السيدا في زمرة الأمراض المزمنة. وفي هذا الصدد يرى (ص. م) أحد المصابين بهذا الفيروس أن معاناتهم كبيرة، لأنه وحتى وإن كان الدواء الخاص بعلاج السيدا يعطى مجانا من طرف الدولة، غير أن المصابين بمثل هذا الداء يكونون عرضة لكل الأمراض الأخرى، لأن جهازهم المناعي معطل، وبالتالي فهم بحاجة إلى علاج، وعليه فإن أدرج مرضهم ضمن الأمراض المزمنة، فإن هذا من شأنه أن يساعدهم على التسجيل في الضمان الاجتماعي والحصول على دفتر العلاج الذي يضمن لهم جلب الدواء مجانا، هذه النقطة تتطلب دراسة وكثيرا من الاهتمام من طرف المسؤولين عن الصحة في الجزائر. وللوقاية أيضا، أكد عثمان بوروبة، رئيس جمعية "ايدز الجزائر" حول سؤال خاص بتوفر برنامج وقائي لصالح مناصري الفريق الوطني، الذين سيتوجهون إلى أنغولا بمناسبة كأس إفريقيا وجنوب إفريقيا في كأس العالم، قال : " لقد سبق وأن كانت لنا تجربة مع وزارة الشباب والرياضة في الألعاب الإفريقية في الجزائر، حيث قمنا بعمل تحسيسي سواء مع الجزائريين أو الأفارقة، الذين حضروا إلى هنا، وكانت تجربة ناجحة يمكننا أن نعيدها مرة أخرى بالتعاون دائما مع نفس الوزارة".