دعا الدكتور بقاط بركاني عميد الأطباء الجزائريين ورئيس مجلس أخلاقيات مهنة الطب الجهات الوصية وجميع القائمين على عملية نقل الأنصار الجزائريين العائدين من جنوب إفريقيا بتحمّل مسؤولياتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة من توعية وتحسيس بالإضافة إلى إخضاع المشكوك في إصابتهم بالأمراض المعدية إلى التحاليل الطبية والفحوص التشخيصية. وأوضح أمس، الدكتور بقاط بركاني عميد الأطباء الجزائريين أن أكبر التخوفات تكمن في حمل بعض العائدين من جنوب إفريقيا لداء "السيدا" والأمراض المعدية المنتشرة في الدول الإفريقية دون علمهم الإصابة بهذه الأوبئة، خاصة في حال قيام البعض منهم بعلاقات جنسية غير محمية في بلد يعرف الجميع بأنه من أكبر الدول في العالم تسجيلا لحالات الإصابة بداء السيدا، مؤكدا أن مسؤولية حماية الجزائريين من خطر نقل الأوبئة المنتشرة في جنوب إفريقيا تقوم أساسا على الجهات الوصية المكلفة بنقل الأنصار بتوجيههم وتحسيسهم وإرشادهم مع تحمل كامل مسؤولياتهم اتجاه صحة المجتمع بإخضاع جميع المشكوك في إصابتهم بالأوبئة أو الأمراض المعدية للتحاليل الطبية والفحوص التشخيصية. وأشار رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الطب إلى احتمال عودة ظهور المرض المعدي "لابلاديزم" بعودة المناصرين من جنوب إفريقيا والذي اختفى أثره في الجزائر منذ بداية السبعينات بعد معاناة طويلة للأسر الجزائرية، مع هذا الوباء القاتل غداة الاستقلال، مشيرا إلى أن هذا المرض المعدي ينتشر في أغلب المدن الإفريقية وتتمركز الحشرات الحاملة لجرثومة "لابلاديزم" في محيط البرك والأحواض المائية والحظائر الطبيعية في إفريقيا، مضيفا أن الأنباء الواردة من جنوب إفريقيا أن الجزائريين زاروا معظم الحظائر والبرك المائية المعروفة بها جنوب إفريقيا ما يزيد من احتمال إصابتهم بالجرثومة والمشكل الحقيقي أن أعراض الوباء لا تظهر بمجرد الإصابة بالمرض وإنما مابين شهر إلى ستة أشهر، ما يزيد من حدة المشكلة فيجب أن يلجأ العائدين من جنوب إفريقيا إلى استشارة الأطباء بمجرد إصابتهم بالحمى طيلة الستة أشهر القادمة. ودعا الدكتور بركاني جميع الجزائريين العائدين بجنوب إفريقيا بالتحلي بالوعي والمسؤولية الاجتماعية اتجاه عائلاتهم ومجتمعهم بإجراء التحاليل الطبية اللازمة في حال ممارسته لأي علاقة جنسية مشبوهة أثناء تواجده بجنوب إفريقيا لحماية محيطه من خطر نقل العدوى ونشرها، كما شدّد على توفير متابعة طبية لجميع العائدين من جنوب إفريقيا لمدة لا تقل عن ستة أشهر، خاصة وأن أعراض بعض الأمراض المعدية القاتلة المنتشرة في الدول الإفريقية تنتقل بسرعة، إلا أن أعراضها لا تظهر بسرعة، حيث تمتد فترة احتضان الجسم البشري لجرثومة المرض دون ظهور أعراضه من شهر إلى سنة في بعض الأحيان ما يستوجب التزام الحيطة والحذر طيلة هذه الفترة. وذكر الدكتور فلوح رئيس البعثة الطبية الجزائرية في جنوب إفريقيا أن الحالة الصحية العامة لأكثر من 5 آلاف مناصر رافقوا أشبال سعدان إلى بلاد مانديلا مستقرة باستثناء حوالي إصابة 400 مناصر بتعقيدات صحية أغلبهم من المسنين أصيبوا بنوبات خطرة لارتفاع الضغط الدموي والسكري، فضلا عن حالات حادة للإرهاق والتعب في ظل التنقل المستمر للمناصرين بين الولاياتالجنوب إفريقية التي يلعب فيها الخضر مواجهاتهم الكروية، مؤكدا أن جميع المناصرين تلقوا التلقيحات الضرورية المضادة لجميع الأمراض والأوبئة المنتشرة في إفريقيا من تلقيحات مضادة للتيتانوس والدفتيريا والملاريا.