في الوقت الذي ينعم فيه الكثير بالدفء والملابس الشتوية والأغطية، هناك عشرات المواطنين في القرى والمداشر يعانون من برودة الطقس، والفقر والمرض، يصرخون لكن صوتهم يهز عرش الرحمان ولا يهتز له مسئولون تملصوا من مهامهم، وهو ما دفع بالمجتمع المدني من جمعيات خيرية، ومجموعات افتراضية ومساجد إلى التحرك وجمع الملابس، والأغطية والأفرشة حتى يجعلوا شتاءهم دافئا. بسواعد شابة تمتد إلى الآخرين لتعينهم وتخفف عنهم آلامهم ومعاناتهم وبعيون يملؤها الأمل والثقة والتحدي يسعى فاعلو الخير والراغبون بعزيمة كبيرة لتغيير الواقع المرير الذي يعاني تحته ملايين الفقراء، لتكون حملة شتاء دافئ هذا العام بادرة لبث الأمل في نفوسهم، فمن خلال وجودنا في مستشفى نفيسة حمود "بارني" سابقا، حضرنا عملية الاستعداد رفقة جمعية أولاد الخير حيث شهدنا الاستعدادات والتحضيرات لقافلة شتاء دافئ المتجهة يوم السبت القادمة نحو ولاية تيارت. كان عدد الحضور يتجاوز 20 شابا وشابة معظمهم في الثلاثينيات من العمر، بالرغم من برودة الطقس لكنهم ظلوا يعملون، يجمعون الأغطية و"الأنسولين" وآلات قياس السكري، وآخرون يبحثون عن سبل لتوسيع الطرود الغذائية حتى يمنحوا العائلات ما يسد جوعهم لأطول فترة ممكنة. يقول رئيس الجمعية بن عبد ربه محمد أمين، هذه أول قافلة لنا في شتاء هذا العام، قمنا قبلها بالعديد من القوافل الناجحة وكانت فرحتنا كبيرة جدا عندما نجحنا في إدخال السعادة في قلوب أشقائنا، سنوزع هذه السنة 100 غطاء شتوي، 100 طرد غذائي، علبا صيدلانية للإسعافات الأولية للمقيمين في المناطق النائية البعيدة عن المستشفيات. وأكد محدثنا أن عملية التوزيع على المحتاجين ستتم بالتنسيق مع كافل اليتيم لتيارت، فهم من سيزودونهم بقوائم المحتاجين والمقيمين في المناطق النائية. وتضم الطرود الغذائية كيس سميد، عدسا، أرزا، عجائن، زيتا.. واستطرد رئيس الجمعية قائلا بأن فاعلي الخير أسهموا في هذه الحملة من خلال تزويدهم بملابسهم الشتوية المستعملة كالمعاطف والقمصان، والأحذية ليقوموا بغسلها وكيها وطيها حتى تبدو وكأنها جديدة، كاشفا عن التحضير لقافلة جديدة متجهة إلى البيض وتيسمسيلت حيث تعاني آلاف العائلات من قر الشتاء. وتستمر العمليات الخيرية في هذا الشتاء البارد، فقد باشرت جمعية جزائر الخير عملية توزيع 100 مدفأة ومجموعة من الأفرشة والأغطية والمواد الغذائية وكذا الألبسة الجديدة والمستعملة على العائلات المعوزة. وستستمر الحملة التي تصادفت مع أسبوع التطوع إلى غاية نهاية الشهر الجاري عبر 48 ولاية، وكان رئيس الجمعية عيسى بلخضر قد شدد على أن الهدف من تنظيم هذه الحملة التضامنية الواسعة عبر جميع الولايات هو توفير المساعدات اللازمة للأسر الفقيرة، الموجودة في القرى والأرياف وعلى هوامش المدن وفك العزلة عنهم. وعلى غرار الجمعية الوطنية والمحلية شرع شباب المجموعات الافتراضية والمساجد كمساجد البليدة والمقرية في خوض حملات مماثلة، لجمع المعاطف الشتوية المستعملة وتكون في هيئة جيدة زيادة على الملابس الشتوية القديمة والأفرشة وحتى الأحذية لإعادة استصلاحها وتهيئتها قبل توزيعها على المحتاجين، خصوصا أن هذا الشتاء عرف زيادات نارية في أسعار الملابس والأفرشة ما جعل الكثير من أطفال البلديات النائية والولايات الداخلية والقرى المعزولة يتغيبون عن المدارس لعدم امتلاكهم ملابس شتوية.