كان البعض ممن عرفنا يخشى أن يقول عنه الناس أنه تخرج يوما من مدرسة المسجد العظيمة، فتراه يعمل المستحيل كي يزيل الأثر الذي يدل على المسير، أو تجده يضيق صدره كلما استعدت أمامه أيام العمل السياسي في صفوف حزب "إسلامي" معيّن، أو تلقاه يستعمل كل وسائل الطمس المباحة للهروب من نور الماضي إلى ظلمات الواقع.. لقد غيروا لغة الكلام فاستعملت ألسنتهم العبارات البذيئة فقط لكي لا يقال أنهم “إسلاميون” (هذا التوصيف الذي لا أحبه لأن الإسلام أكبر من أن يحتكره حزب سياسي أو يستأثر به متحزبون دون غيرهم في بلد كله مسلم).. لن أقول أيضا أن منهم من ترك الصلاة لأنها “من رموز الماضي”.. لن أقول هذا لكي لا أعطي فرصة لرسل “التنوير” الجدد في زماننا هذا أن يصوّبوا نحونا سهام “التخلف” و”الجهل” و”الظلام” و”الدعشنة”.. اليوم وجدنا هؤلاء وأمثالهم قد تجاوزوا سياسة “الهروب من الماضي” حين استعرت حرب “التنوير” ضد الإسلام.. فأصبح الدفاع عن “حرية التعبير” عندهم أهم وأولى من الدفاع عن دين الجزائريين وهويتهم، وإهانة مثقف في برنامج تلفزيوني أعظم من إهانة نصوص قرآنية أو أحاديث نبوية بطريقة الرقص الشرقي في بلاطو تلفزيوني، لا بطريقة علمية وثقافية هادئة.. أيها الناس سيلعنكم التاريخ ويلعنكم الحاضر أيضا.. وإذا كان هذا هو زمن “التنوير” فاشهدوا أني “ظلامي”.. والسلام