تعتبر منطقة وادي ريغ عموما، والمغير خصوصا، من الأراضي التي تحتل أكبر احتياطي عالمي من حيث المياه الجوفية، كما أكد على ذلك أخصائيين في مجال الري والجيولوجيا، إذ بها ما يقارب مليون نخلة مثمرة تتوزع عبر شريط يمتد من بلدية سيدي خليل إلى غاية حدود بلدية اسطيل الشمالية. واستفادت المنطقة من عدة أبار عميقة ساخنة، أنجزت من طرف شركة ''كوسيدار''، وزوّدت هذه الآبار بمبردات لخفض درجة حرارة المياه المتدفقة، ثم تمزج بمياه سقي باردة، وتضخ عبر قنوات فرعية لتصل للنخيل بدرجة حرارة مناسبة، لكن هذا الحال لم يعمر طويلا، وأصبحت المياه الموجهة لسقي النخيل ساخنة لدرجة إلحاقها أضرارا بها، بعد مرور سنوات قليلة، بسبب تعطل مبردات المياه الساخنة، وقلة مياه السقي الباردة من الآبار العريقة، كعين "أولاد حسن"، "الدرديبة"، "السبالة" و"عين طرفاية صالح"، وعين الشريفة، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من التوقف نهائيا، حسب العديد من الفلاحين، في تصريحات متطابقة للشروق، حيث وصفوا الوضع بأنه كارثي بجميع ما تحمل الكلمة من معنى، حيث تسببت المياه الساخنة، حسبهم في حدوث اصفرار في جريد النخيل، ونخور جذعها، من خلال تساقط أجزاء من جذعها، أو ما يسمى " بالكرناف"، وهذه الظاهرة التي تصيب النخيل يعتبرها الفلاحون بالمنطقة ظاهرة تحول النخيل إلى "ملخة"، حيث تبدأ بتغير لونها، وتعمل المياه الساخنة على قتل الجذور، نظرا لاحتوائها على معادن ومواد كيميائية تصبح مضرة لدرجة الفتك بالنخلة، عندما تتفاعل مع التربة ومكوناتها في درجات الحرارة العالية، حسب عدد من الفلاحين. وحسب مصدر عليم، فإن منطقة وادي ريغ، تفقد سنويا ما يقارب 100 نخلة أو أكثر، حيث وصل إجمالي النخيل الميت إلى أزيد من 3000 نخلة، فيما تبقى عشرات الآلاف الأخرى مهددة بالموت البطيء، وهذا بسبب تعطل مبردات المياه الساخنة المتدفقة من الآبار العميقة المخصصة لسقي ثروة النخيل بالمنطقة، فضلا عن التفاعلات الكيميائية بين مكونات الماء الساخن ومكونات التربة وعامل الملوحة سواء في التربة أو المتدفقة مع المياه التي تحتوي على نسبة كبيرة من ''كربونات الكالسيوم''، التي تظهر علاماتها جليا من خلال انسداد القنوات الرئيسية نتيجة تراكم هذه المكونات على الجدار الداخلي للقنوات المياه الساخنة، وكل هذه العوامل ساهمت في موت النخيل، وسهولة اقتلاعها، وعليه ناشد هؤلاء الفلاحين، والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي والمجلس البلدي المنتخب ومدير الفلاحة والري وجميع المسؤولين في الولاية، التدخل العاجل للحد من هذه الكارثة الفلاحية التي تدق الأبواب وتنذر بخراب ثروة النخيل، التي تعتبر من أهم المنتوجات الفلاحية التي تصدر للخارج، طالبين في نفس الوقت، بتوسيع شبكة السقي الفلاحي وإنجاز عيون باردة موازية، وتقوية سرعة تدفق العيون العريقة، للخروج من هذا الشبح المخيف الذي يهدد الثروة الوطنية الفلاحية.