شهدت عموم أحياء بلدية المغير ليلة الجمعة تساقط كمية معتبرة من الأمطار، استبشر بها الفلاحون خيرا، بعد جفاف دام سنة كاملة، لتنتعش الأرض، بعد حزن طويل خيّم عليهم، ما أفرح الموّالين وأصحاب الفلاحة الموسمية بالمناطق الفلاحية والرعوية. وانتظر فلاحو المنطقة الأمطار بفارغ الصبر، من أجل أن تعيد نسبة معتبرة من رطوبة التربة، بعد فترة القحط والسنوات العجاف بالمناطق الصحراوية، في حين أن هذه النعمة، اعتبرها بعض المواطنين نقمة، خاصة أولئك القاطنين في أحياء تعاني تأخرا كبيرا من حيث مشاريع التنمية المحلية والتهيئة، على غرار شوارع حي العالية 2 الذي بقي لحد الساعة عبارة عن مسلك طيني منذ تأسيس بلدية المغير، فبعد تهاطل كمية الأمطار التي كشفت واقع التهيئة والتنمية الهزيل بذات البلدية، غرقت عديد الشوارع في المياه التي بدت وكأنها مسابح متناثرة هنا وهناك، مشيرين في ذات الموضوع إلى أنهم يتجرعون مرارة الواقع المزري، بالرغم من عديد الشكاوى المتكررة التي تقابلها الوعود الكاذبة للمسؤولين المحليين. كما شهد حي البناء الذاتي انسداد البالوعات في عدة نقاط، كما كشفت هذه الزخات فشل المجالس البلدية في التنمية المحلية والقيام بأشغال الترميم لقنوات الصرف بالشوارع، حيث تحوّلت عديد الشوارع إلى برك مائية من الحجم الكبير، تسببت في انسدادات مجاري الصرف الصحي، كما شهدت بدورها شوارع حي الشهداء، وكذا الطريق المحاذي لمقر المقاطعة الإدارية وسط الطريق الوطني رقم 3 تجمّع برك المياه نتيجة عيوب التنمية المحلية. وفي بعض الشوارع تعطلت حركة المرور وتجمع المياه في عدة نقاط، نظرا لعدم وجود قنوات صرف مياه الأمطار وانسداد بعضها بسبب انعدام فرص الصيانة وسياسة الترقيع التي تقوم بها مصالح البلدية، كما شهدت عموم بلدية المغير انقطاع التيار الكهربائي ليلة كاملة وفي بعض الأحياء تقطع في التيار من حين لآخر، إذ تسبب في إتلاف عديد الأجهزة الكهربائية خاصة الثلاجات والشاشات، وهناك عديد المنازل التي شهدت تسرّب المياه إلى داخلها، وسط تساؤلات المواطنين المتضررين، إلى متى ونحن نعيش هذه الأوضاع المزرية، التي كشفت فيها نعمة الغيث، سياسة الترقيع وتأخر التنمية المحلية الحقيقية التي ينتظرها المواطنون.