أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الخميس، أن المدرسة العليا الحربية تزخر برصيد معتبر من التجارب التي جمعتها بعد أحد عشر موسما دراسيا وتعليميا ثريا من حيث النتائج، ونوعيا من حيث المستوى المتوصل إليه، ومن حيث مضمون التكوين العالي الملقن. ولدى ترؤسه أشغال الدورة ال11 للمجلس التوجيهي للمدرسة، قال الفريق قايد صالح، "إننا نجني اليوم ونحصد على مستوى المنظومة التكوينية عموما والمدرسة العليا الحربية على وجه الخصوص، ثمار ما زرعناه في السنوات القليلة الماضية، جراء ما يلقاه جيشنا من دعم متواصل من قبل فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، فمن مر على هذه المؤسسة التكوينية الكبرى، وتخرج منها نعتبره فعلا من الاستثمارات المربحة التي سيقطف جيشنا، إن شاء الله تعالى، ثمارها في قادم الأعوام والسنين". وأضاف بأن المدرسة العليا الحربية "أرضية حاضنة للكفاءات، ومنطق الأشياء يقول، أن الكفاءة تنتج الكفاءة، وهو ما يجعلني أؤكد أمامكم اليوم على أهمية بل حتمية الاستفادة إلى أبعد الحدود من كافة الطاقات والقدرات التي يتوفر عليها العنصر البشري، فالإنسان هو المحرك الأساسي لعجلة التطور، ولا شك أن مسعى التكفل بالجانب النوعي الذي انتهجناه في السنوات القليلة الماضية، هو أحد أسرار نجاح الجيش الوطني الشعبي في قطع كل هذه الخطوات المعتبرة والنوعية". وجدد الفريق تأكيده على الحرص الشديد الذي يوليه لمنظومة التكوين في الجيش الوطني الشعبي، معتبرا أن "رسالة هذه المنظومة لا تقتصر على الجوانب التأهيلية وغرس المهارات وترسيخ المعارف والعلوم العسكرية بشتى تخصصاتها ومستوياتها التقنية والتكنولوجية فحسب، بل تسعى إلى تكوين الإنسان الملتزم بتعهداته حيال جيشه ووطنه، له القدرة على التكيف مع صلب المهام الموكلة، محيطا بأهمية المرجعية التاريخية، وواعيا بدورها في تعزيز عوامل تقوية حس الواجب لديه". وقال في هذا الشأن "لقد عملنا على ترسيخ مبدأ مهم، وهو أنه من الضروري الأكثر إلحاحا، البحث الدائم عن إيجاد التوافق والتكامل التامين بين هيئة التعليم والتكوين وبين الحقل المهني الميداني، وإننا نريد أن تكون المدرسة العليا الحربية رائدة في تطبيق هذا المبدأ المهني والتعليمي الهام، فتنمية المهارات لدى الأفراد والرفع من قدراتهم هو مسار متواصل في المشوار المهني لديهم بداية من التعليم القاعدي إلى غاية أرقى المستويات التعليمية والتكوينية فهو عملية شاملة ومستمرة". وأوضح بقوله "من أجل مواصلة مشوار تحقيق هذه الأهداف التعليمية والتكوينية البالغة الحيوية، التي تم تحديدها ورسمها بدقة وبرؤية بعيدة النظر، منذ إحداث هذه المدرسة سنة 2005، فعلى خطى البلوغ الوافي لهذه الأهداف، تندرج اليوم أشغال اجتماع المجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية، الذي نعقد دورته الحادية عشرة". وقال "لا شك أن هذا التطور المطرد الذي أضحت تعرفه هذه المؤسسة التكوينية العليا، في كافة المجالات، بفضل السهر الدائم والمثابر الذي ما انفكت تبديه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، سنة بعد أخرى، حيال الدور التكويني المنوط بهذه المدرسة، فكل ذلك جعل من هذا الهيكل التكويني العالي، رمزا بالغ الدلالة لمدى الرقي الذي بلغته منظومة التكوين للجيش الوطني الشعبي، وجعل منها معينا خصبا تنهل منه كافة الإطارات العليا التي ستكون بدورها رافدا قويا من روافد الرفع من القدرات القتالية والعملياتية للجيش الوطني الشعبي وتمكينه من مواكبة ركب التطور الذي يعرفه عالم اليوم، وهو ما يسهم بالتأكيد في التأثير الإيجابي على المجرى التطويري لقواتنا المسلحة والإسهام الفاعل في بلوغها أرقى درجات الاحترافية، وهو الهدف النهائي المرغوب كما يعلم الجميع". يذكر أن المدرسة تم استحداثها طبقا لأحكام المرسوم الرئاسي رقم 05 – 364 المؤرخ في 26 سبتمبر 2005 المتضمن إحداث المدرسة العليا الحربية.