دخلت شاحنات إغاثة منطقة الغوطة الشرقية السورية، الاثنين، بعد سحب الإمدادات الطبية الحيوية منها وذلك في أول مساعدات تصل الجيب المحاصر منذ أن بدأت القوات الحكومية قبل أسبوعين أحد أعنف هجماتها منذ نشوب الصراع. وقال مسؤول كبير بالأممالمتحدة يرافق القافلة، إنه "ليس سعيداً" بسماع دوي القصف قرب نقطة العبور إلى الغوطة الشرقية رغم وجود اتفاق بتوصيل المساعدات في أجواء سلمية. وقال علي الزعتري لوكالة رويترز للأنباء عند نقطة العبور: "يجب أن نطمئن إلى أننا سنتمكن من توصيل المساعدات الإنسانية في ظل ظروف جيدة". وكان مسؤول بمنظمة الصحة العالمية قال، إن الحكومة السورية سحبت معظم اللوازم الطبية من شاحنات الأممالمتحدة ومنعت دخول حقائب الإسعافات الأولية ولوازم الجراحة والغسيل الكلوي وعبوات الإنسولين إلى الجيب الذي يعيش فيه 400 ألف شخص. وأشار الزعتري إلى أن قافلة الإغاثة أصبحت تقتصر على مساعدات لنحو 27500 شخص بعدما كانت تحمل مواد غذائية لنحو 70 ألفاً. وتقول الأممالمتحدة، إن سوريا وافقت على دخول بقية الغذاء لمن تبقى ضمن السبعين ألفاً في قافلة ثانية خلال ثلاثة أيام. وقال "القافلة لا تكفي". وتوعد الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، بمواصلة هجومه على آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق قائلاً إن الهجوم لا يتعارض مع وقف لإطلاق النار يدوم خمس ساعات يومياً ودعت إليه روسيا الحليفة الرئيسية لدمشق. ولم يدخل وقف كامل وأوسع نطاقاً لإطلاق النار في سوريا دعا إليه مجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ خلال الهجوم الذي بدأته القوات السورية بضربات جوية عنيفة قبل أسبوعين وأعقبتها بهجوم بري في الأيام القليلة الماضية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب من مقره في بريطانيا، إن عدد قتلى الهجوم تجاوز 700 شخص خلال أسبوعين من القصف العنيف للمنطقة المكتظة بالسكان. وذكر المرصد، أن القوات الحكومية حققت تقدماً مفاجئاً في الغوطة الشرقية خلال الأيام القليلة الماضية وانتزعت السيطرة على ثلث المنطقة فاقتربت بذلك من فصلها إلى قسمين. وقال مسؤول بالمعارضة المسلحة، في ساعة متأخرة الأحد، إن فصائل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية تعمل معاً استعداداً لاسترجاع الأراضي التي سيطرت عليها القوات السورية. حصار عرض التلفزيون السوري لقطات، صباح الاثنين، من بلدة الشيفونية وهي إحدى القرى التي انتزعت القوات الحكومية السيطرة عليها. وظهرت في اللقطات أنقاض مبان إسمنتية وشوارع يتناثر فيها الركام وجدران عليها آثار رصاص. وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية منذ عام 2013 وكانت الأممالمتحدة تخشى نفاد الغذاء والدواء لدى الموجودين داخل الجيب المحاصر حتى من قبل الهجوم الكبير الأخير. ووصلت قافلة إغاثة واحدة إلى المنطقة حتى الآن وكان ذلك في 14 فيفري. وفي تصريحات نقلها التلفزيون السوري، الأحد، رفض الأسد البيانات الغربية بشأن الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية وقال إنها "كذبة سخيفة". وجاء الموقف السوري متطابقاً مع الموقف الروسي في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. وقال الدبلوماسي الروسي ألكسي غولتاييف "الجو الإعلامي مشبع بالأكاذيب. ونتيجة لذلك نشهد مناقشات وتصويتات تخالف تماماً الوضع الفعلي على الأرض". وقال شاهد من رويترز، إن الشاحنات التي أرسلتها كل من الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري اجتازت آخر نقطة تفتيش للجيش السوري وتوغلت في المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وذكر الزعتري، إن تفريغ حمولة شاحنات الإغاثة في الجيب المحاصر سيستغرق "ساعات كثيرة" وإن القافلة ربما لا تغادر الغوطة الشرقية إلا بعد حلول الظلام بكثير. ووقف جنود سوريون وروس على الجانب الخاضع لسيطرة الحكومة في نقطة العبور فيما انتظرت حافلات خاوية لإجلاء المدنيين الذين قد يخرجون من الغوطة الشرقية. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، إنه يرغب في دخول قافلة من 46 شاحنة محملة بالإمدادات الطبية والطعام والمكملات الغذائية الغوطة الشرقية، الاثنين. وقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية لرويترز، إن الحكومة السورية رفضت 70 في المائة من الإمدادات التي أعدتها المنظمة لتدخل مع قافلة، الاثنين، بما في ذلك "كل (حقائب) الإسعافات الأولية ولوازم الجراحة والغسيل الكلوي والإنسولين". وذكر الجيش الروسي، أن مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الغوطة الشرقية وافقوا على السماح للمدنيين بالمغادرة مقابل الحصول على مساعدات. واتهم الأسد وروسيا مراراً مقاتلي المعارضة بمنع المدنيين من الفرار وهو اتهام نفته المعارضة المسلحة التي تقول إن الناس يخشون التعرض للاعتقال أو التعذيب أو التجنيد القسري إذا ما عبروا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. ودفعت المخاوف بشأن المدنيين في الغوطة الشرقية مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار قبل أكثر من أسبوع يطالب بوقف كامل لإطلاق النار في عموم سوريا. وتقول روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) ووافقت على القرار إنه لا ينطبق على جماعات المعارضة في الغوطة الشرقية التي تصفها موسكو بأنها جماعات "إرهابية". وتطبق موسكو بدلاً من ذلك وقفاً يومياً لإطلاق النار لأغراض "إنسانية" من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي (من 07:00 إلى 12:00 بتوقيت غرينتش).