رضخت الجماعة المسلحة التي اختطفت المقاول "أ . لوناس" في الثالث من شهر جويلية الجاري، لمطالب المواطنين الذين خرجوا في مسيرة، ولم يكن أمامها من خيار آخر سوى إطلاق سراح الضحية في أولى ساعات أمس في حدود الساعة الرابعة صباحا بالمكان المسمى "شعوفة " بضواحي بلدية مقلع، بعد أن اتصل أحد عناصر الجماعة المنفذة لعملية الاختطاف بشقيق الضحية وأخبره بالمكان الذي سيحرر فيه الرهينة. وتنقل شقيق المختطف برفقة شخص آخر من القرية لعين المكان سالف الذكر أين تم العثور على الضحية، خائر القوى بعدما ترجل لمسافة طويلة على طول الطريق الوطني رقم 12 وهو في حالة نفسية يرثى لها، إذ لا يزال تحت وقع الصدمة، وفيما تعلق بحالته الصحية فإنه ولحسن الحظ لم تعرف مضاعفات خطيرة، إلا أن العائلة وأعضاء خلية الأزمة فضلوا إخراجه من القرية لوجهة لم يتم الإفصاح عنها بغرض إبعاده وتجنيبه المزيد من الضغوطات. وقد تم إخضاعه لفحوصات طبية للاطمئنان على صحته بعدما قضى مدة أسبوع كامل محتجزا لدى الجماعة المختطفة، والتي أخذته من وسط قريته "أزرو" ليلة السبت إلى الأحد من الأسبوع الماضي في حاجز مزيف نصب بالمكان المسمى "ثيغيلت علي أويحيى" على بعد 500 م من مسكنه العائلي، وفور انتشار خبر اختطافه تم إعلام لجان قرى عرش آث جناد ونصبت خلية أزمة لدراسة كيفية استعادة الشاب دون دفع فدية للجماعة المسلحة أيّا كانت هويتها، وقد كان للوضعية الصحية الحرجة للضحية وقعا كبيرا في نفوس مواطني الولاية، والذين ساندوا العائلة ولبّوا نداءات العرش للحركات الاحتجاجية والتجمعات الشعبية، التي عبروا خلالها عن رفضهم ونبذهم لظاهرة الاختطافات والاستيلاء على أموال وممتلكات المواطنين العزل بغير حق، وقد أثار خبر إطلاق سراح الشاب "أ . لوناس" البالغ من العمر 38 سنة ارتياحا كبيرا في وسط المواطنين، بعدما مثلت قضيته حديث الساعة والشغل الشاغل لعرش آث جناد والمناطق المجاورة لها على مدار أسبوع كامل تخلّلته حركتين احتجاجيتين تمثلتا في إضرابين عن العمل ومسيرتين سلميتين وتجمعين شعبيين بدار بلدية فريحة آخرها كان صبيحة أول أمس.