شرع عديد شباب قرية المنصورة ببلدية سيدي عمران بالوادي، في بناء مسكن لعائلة فقيرة ومهمّشة ''ر. س''، بعدما عانت من برد الشتاء وحرارة الصيف لسنوات، وهم يعيشون في كوخ في وضع كارثي يفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، دون أن يلتفت لحالهم القريب ولا البعيد. وانطلقت ورشة البناء يومي الجمعة والسبت الماضيين، واستمرت نهارا وليلا دون توقف، لغاية اكتمال بناء غرفتين وبهو مع مطبخ وحمام، حيث أن أغلب هؤلاء الشباب المتطوعين، هم في الأصل بناؤون، إذ قاموا بجمع تبرعات المحسنين، الذين ساهموا بالإسمنت وأتربة البناء والحديد بالإضافة للطوب، وغيرها من مستلزمات البناء، فيما تكفلوا هم بعملية البناء بالمجان. وعن سرّ هذا التضامن فقد صرح عدد من هؤلاء المتطوعين، بأنهم تألموا لوضع هذه العائلة التي تسكن بينهم، وعزموا أن لا يبقوا مكتوفي الأيدي ينتظرون التفاتة لن تتحقق، في حين أنهم قادرون على أن يبرهنوا أنهم يملكون القوة والقدرة لإخراج هذه العائلة من وضعها المأساوي. من جهة أخرى، تهدف مبادرتهم هذه، على حد قولهم، للتأكيد على أواصر الأخوة والتعاون واللحمة التي تجمع المجتمع الجزائري. وأدخلت هذه المبادرة الفرحة إلى قلب أفراد الأسرة المعوزة، لاسيما الأب العاطل عن العمل، والذي يقع على عاتقه التكفل بأسرته، غير أن الظروف التي يمر بها، حالت دون تحقيق أدنى مستلزمات أسرته، التي عاد لها جزء من الأمل، بعد انتشالهم من وحل المعاناة، وتمنى الجميع أن تلقى هذه المبادرة صدى لتكون سُنة يقتدى بها سكان بلدية سيدي عمران وعموم المنطقة.