تحوّلت سوق المغير هذه الأيام إلى وضع كارثي ونقطة سوداء تضاف لمسلسل المعاناة التي يعيشها عديد السكان على مستوى بلدية المغير، حيث أصبحت الخضر والفواكه تُباع جنبا إلى جنب مع البقايا المكدّسة التي يرميها الباعة داخل المستطيلات الترابية المخصصة كفضاءات للمساحات الخضراء ضمن مخطط التهيئة، لكنها لم تعرف الإخضرار لحد الساعة، وتحوّلت إلى مساحات سوداء تشوّه المكان وتزعج السكان. وعبّر العديد من المواطنين في تصريحات متطابقة للشروق ، بأنّ هذه السوق وما جاورها، قد نغصّت حياتهم، بسبب التعفن على أكثر من صعيد، وتحولت إلى شر البقاع، على خلفية الكلام الخادش للحياء، السب والشتم بمختلف الألفاظ البذيئة، التي تصل مسامع أهل البيوت القاطنين بالقرب منها، بالإضافة لتكرر المشاجرات والمشادات بين مجموعة من قاطني هذا الحي وبين الباعة، وتارة أخرى بينهم وبين "المكاسة"، وفي كل مرّة تتدخل الشرطة لمنع الاحتكاك وتهدئة الوضع، خاصة وأن المكان تحوّل إلى سوقين أسبوعيين، الأول يقام يوم الاثنين، والذي يبدأ منذ أمسية السبت، والسوق الثاني خاص بالنساء والذي يبدأ يوم الأربعاء. ومن جهتهم أكد الباعة للشروق اليومي، بأنّهم يدفعون المستحقات لمسير السوق، والذي يعرف ب "المكّاس"، على أمل أن يقتطع من المال الذي يمنحونه إياه، ليوجهه لتهيئة المكان ونظافته، محمّلين المسؤولية له وللسلطات المحلية على مستوى البلدية، وأضاف بعض أصحاب المحلّات المقابلة للسوق، أنّهم بلغوا انشغالاتهم للمسؤولين وراسلوا مصالح البلدية، التي بدورها وعدتهم بإيجاد حلول للمشاكل المطروحة، لكن بقيت دار لقمان على حالها، ولا حياة لمن تنادي، على حد قولهم، حيث بقي الوضع الكارثي يراوح مكانه في صورة ومشهد مقززين شوّها المكان، وما زاد الطين بلّة، حسبهم، هو حرق هذه الأوساخ في بعض المرات داخل مستطيلات المساحات الخضراء، الموجودة بالمكان ويبقى المستهلك هو المتضرر المباشر، خاصة ونحن في اليوم العالمي لحماية المستهلك، أين غابت الحماية وبقيت الكارثة تهدد المستهلك، ويبقى المجلس البلدي لبلدية المغير ينتهج سياسة إدارة الظهر للإعلام والإحجام عن الرد والكلام، فمن المسؤول عن هذا الوضع الذي وصل إليه مكان سوق المغير، الذي أصبح مظهرا من مظاهر التعفن على مستوى تراب البلدية تستدعي تحرك جميع المسؤولين لإزالة هذه النقاط السوداء التي تهدِّد السكان.