رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    توقرت: 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زرعنا المستوطنات المحررة لإطعام شعبنا ولن نكون في حاجة لاستيراد الغذاء بعد عامين
رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية في حوار شامل للشروق من مكتبه في غزة
نشر في الشروق اليومي يوم 19 - 07 - 2010

الفيتو الأمريكي يمنع المصالحة وحركة فتح تعيقها .. وغزة جزء لا يتجزأ من فلسطين
المنتخب الجزائري ناشئ وممتاز وسيكون له مستقبل واعد
تعرض رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، في حوار خاص وشامل مع صحيفة "الشروق اليومي"، لواقع الحصار ونتائجه، وعرّج على ملفي المفاوضات والمصالحة الفلسطينية ونتائج العدوان الإسرائيلي قبل عامين على قطاع غزة والعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما تحدث عن العلاقة مع الجزائر رسميا وشعبيا وكذا محور سفن كسر الحصار، ليختم الحوار بمتابعة منتخب الجزائر في بطولة كأس العالم.
*
أوباما ضعيف كسابقيه من الرؤساء، ولم يقدم للعرب سوى وعود تخديرية
* دماء الشهداء في أسطول الحرية جعلت حصار غزة عبئا على الدول الكبيرة
* نحن نستلهم التجربة الجزائرية لمقاومة الاحتلال الصهيوني
*
* كيف تقيّم الوضع في قطاع غزة بعد العدوان، وإلى أين وصل ملف الإعمار؟
* الوضع في قطاع غزة مرسوم به صورتين الأولى هي صورة المعاناة والآلام التي يسببها هذا الحصار الظالم وتبعاته ونتائجه المنعكسة على كل المجالات، صحية واقتصادية، ولكن هناك صورة أخرى هي الصمود والصبر على المحن والابتلاءات والتصميم على التمسك بالثوابت والحقوق والمواقف مهما اشتدت المحن وعظمت الخطوب.
* أما ملف الإعمار فهو أيضا بين أمرين: بين المحاولات البسيطة من قبل الحكومة بإمكاناتها المتواضعة لإصلاح وترميم بعض البيوت عبر عزيمة الجماهير في إيصال ما تيسّر من مواد للبناء في تحد للحصار الظالم، غير ان القسم الاكبر من هذا الجهد لازال ينتظر الانتهاء الكامل للحصار والسماح بإدخال مواد البناء بشكل طبيعي، وكذلك وصول الاموال التي رصدت لاعادة الاعمار في المؤتمرات الدولية والتي لم يرَ شعبنا منها شيئا حتى اللحظة.
*
* ماذا قدمت حكومتكم من جهود للحفاظ على العيش اليومي للمواطنين وتعزيز صمودهم؟
* قدمت الحكومة الكثير في هذا الشأن، فعلى المستوى الأمني تم القضاء بالكامل على الفلتان والفوضى الأمنية التي كانت سائدة ما قبل تولّي الحكومة، والقضاء على مراكز القوى والابتزاز وتحقيق الاصلاح الاداري والقضاء على الرشوة والمحسوبية والفساد، والبدء في خلق اقتصاد المقاومة عبر تحقيق أنماط متعددة من الاكتفاء الذاتي وخاصة في الاطار الزراعي، حيث رفعت الحكومة شعار نأكل مما نزرع فاستخدمت الحكومة الاراضي المحررة التي كانت مستوطنات في السابق لتقيم المشاريع الزراعية المتعددة على مستوى الخضار والفاكهة وحققت اكتفاء في عشرات الانواع من السلع الزراعية وخلال عام أو اثنين سيتوقف القطاع عن استيراد أي مزروعات.
* وعلى الصعيد الصناعي رغم الحصار وعدم دخول المواد الاولية والتوقف التام للصناعة في القطاع، الا انه الآن وبعد 3 أعوام على بدء الحصار نستطيع ان نقول ان حوالي 30 - 40٪ من المصانع عادت الى العمل وبدأت أنماط جديدة من الصناعات بالظهور وخاصة المعتمدة على المزروعات.
* كل هذا يعمل على زيادة القوى العاملة في القطاع، والقضاء على البطالة وإنهاء الاعتماد على الاحتلال في المأكل وانتشار صناعة الملبوسات لنحقق ما كنا نقوله دائما نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع على صعيد القضاء على اثار الحصار بجهود متواضعة ولكنها مثمرة وبناءة إن شاء الله.
*
* كيف تقيّمون تجرتكم في الحكم بعد أربع سنوات؟
* لا شك أنها تجربة غاية في الأهمية وغنية بالانجازات في كل صعيد رغم الحصار ورغم التضييق والمقاطعة ومحاولات الإفشال فلسطينيا واقليميا ودوليا، الا ان هناك نموذجا يتحقق في قطاع غزة يعتمد بالاساس على نوايا صادقة لخدمة الجمهور وتحقيق واقع مختلف وايجابي عما ذي قبل قائم على برنامج من شقين الاول تعزيز عوامل الصمود والثبات والبناء والثاني استكمال مشروع التحرر الوطني والتمسك بالحقوق والثوابت ورفض التنازل عن أي منها.
*
* صعد في الآونة الاخيرة الى السطح ملف علاقة الحكومة مع الفصائل وتوترها مثلا مع الفصائل المسلحة في موضوع المقاومة واطلاق الصواريخ ومع اخرى كالجبهة الشعبية وموقفها الناقد لما وصفته بزيادة الضرائب؟
* هذا جزء من حرب الاشاعة التي تعرضت الحكومة لها، فمن جهة المقاومة تبنت الحكومة برنامجا مقاوما واضحا وخاضت في هذا البرنامج حربين ضروسين مع الاحتلال الاولى عام 2006 بعد أسر الجندي الاسرائيلي مباشرة والثاني حرب الفرقان العام الماضي وقدمت الحكومة وزراء ومسؤولين وقادة وعناصر شرطية وأمنية في سبيل هذا البرنامج وإنجاحه.
* ونقول إن الحكومة أضافت شرعية جديدة لبرنامج المقاومة عندما تبنّته في برنامجها السياسي ووضعته احد وسائلها وصاغت قوانين في المجلس التشريعي تشرعن المقاومة وتعتبرها خيارا اساسيا لتحقيق الاستقلال والتحرر الوطني وبالتالي الحديث عن خلاف حول المقاومة هذا لا أساس له من الصحة، وان كنا نؤكد اننا مع المقاومة المدروسة الهادفة المتفق عليها بين الفصائل مجتمعة وليس استخدام بعض الوسائل القتالية دون ارتباطها بمشروع للمقاومة وانما بشكل عشوائي قد يحقق ما يعطل المقاومة كبرنامج.
* أما قصة الضرائب فلم تضف الحكومة أي ضريبة جديدة لم تكن موجودة في النظام المالي الموجود في القانون الفلسطيني والمعمول به قبل تولينا الحكم ومع ذلك نؤكد اننا لم نجب أي ضرائب من الفقراء او الفئات محدودة الدخل أو قليلة الدخل.
*
* هذا الملف يأخذنا الى موقف الحكومة وحركة حماس من الجماعات المسماة السلفية الجهادية وما هو واقع هذه المجموعات ومدى سيطرتكم على نشاطاتها؟
* منذ بدء الاحتلال الاسرائيلي نشطت العديد من الحركات الفلسطينية المقاومة من مختلف المشارب السياسية منها ما يتبنى الافكار اليسارية او الاسلامية او الوطنية او القومية وتتنوع هذه الحركات ودورها في المجتمع. ما يهمنا في أي حركة فلسطينية ان تحترم القانون والنظام العام وان لا تخرج عليه او ان تشكل تهديدا للسلم المجتمعي والعلاقات الداخلية وتحترم المصلحة العليا والاجماع الوطني ولا تحاول فرض اجندتها او افكارها على المجتمع ومن يحاول الخروج عن هذه السلوكيات لا يسمح له، اما ما دون ذلك من نشاطات سياسية او فكرية سلمية فهي مكفولة للجميع حسب القانون.
*
* هناك من يقول إن حماس بها حمائم وصقور او داخل وخارج ما حقيقة هذا الأمر وهل تخلو الحركة من وجود تيارات؟
* هذه تقسيمات لا وجود لها في الحركة وإنما هي أمنيات لخصوم الحركة يتحدثون عنها لتبرير بعض المواقف لديهم وكجزء من عملية تشويه مبرمجة يقومون بها ولكننا حركة شورية قرارها موحد في الداخل والخارج قد تتابين المواقف تجاه قضية ما هناك من يؤيد او يعارض ولكن يحكم الاطار الشوري في هذه التباينات الطبيعية في الرأي ولكن لا يوجد داخل حماس ما يمكن تسميته تيارات باعتبار ان التيار هو تكتل داخل التنظيم يشكل لنفسه اطارا مرجعيا فكريا معينا او يلتف حول مواقف سياسية ما يسعى لتحقيق اجماع حولها او يقوم بعملية تنظير لها داخل التنظيم.
* حماس حركة فتية وتعدد الآراء يزيدها قوة وليس خلافا فهو ظاهرة صحية ايجابية تستفيد منها الحركة في اختيار افضل الآراء في تكامل ما بين المجموع ولا يوجد لدينا أمراض الحركات الاخرى من صراع الاجيال وانما لدينا تكامل بين الاجيال في تناسق نادر يحسدنا عليه الكثيرون.
*
* هناك انطباع لدى المواطن والمتابع بأن فرص المصالحة باتت معدومة وان الانقسام اصبح واقعا سياسيا وجغرافيا لا يمكن الفكاك منه... ما تعقيبكم؟
* نحن حريصون على تحقيق المصالحة وسعينا الى ذلك منذ اليوم الاول للانقسام ولكن كنا نقابل دائما بالصدود والمعوقات من قبل أشقائنا في حركة فتح الذين لم يخفوا هذا الامر وقالوا لا للمصالحة وللحوار ثم جاءوا أخيرا الى الحوار ولكنهم الآن يصرّون على رفض كل الحلول للخروج من أزمة الحوار الحالية ومع مجيء الأمين العام للجامعة العربية، قدمنا مقترحات كان يمكن ان تشكل اختراقا ايجابيا في المصالحة ولكن يبدو ان الفيتو الامريكي لازال قائما ومؤثرا على تحقيق المصالحة.
*
* ما هي نقاط تحفّظكم على الورقة المصرية؟
* القضية ليست نقاط التحفظ او توقيع ولكن هي شراكة وارادة سياسية والسؤال هل هناك ارادة سياسية لدى حركة فتح بإبرام المصالحة، الجواب حتى الان هو لا؛ لأن الملاحظات كان متفقا عليها في اطار الحوارات الثنائية والعامة التي جرت في القاهرة ولكن جرى التراجع عنها بشكل واضح لوضع عثرة أمام التقدم في الحل وبطلب أمريكي وإذا زال هذا المؤثر الخارجي حينها يمكن الحديث عن انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة‮.‬
*
* ما حلولكم لهذا الواقع والمخرج منه حسب تصوركم؟
* قدمنا رؤية واضحة للأمين العام تعتمد على الاتفاق على ورقة فلسطينية فلسطينية حول نقاط الخلاف ثم الانطلاق نحو القاهرة للتوقيع على الورقة المصرية وتعتبر الورقتان مرجعية للاتفاق بحيث نرضي الجميع فلا تفتح الورقة المصرية من جهة ومن جهة اخرى يتم الأخذ بملاحظاتنا ولكن كما قلت القضية إرادة وليست توقيعات.
*
* السلطة مدعومة من لجنة المتابعة العربية وافقت على المفاوضات غير المباشرة لمدة أربعة أشهر وإسرائيل أخلت بالشروط، اليوم هناك عودة للمفاوضات ما هو تقييمكم لمسار عملية السلام في ضوء الواقع الدولي والاقليمي الحالي؟
* برأينا لا يوجد عملية سلام وإنما عملية تفاوض تحرص الاطراف على إبقائها حيّة للإظهار والادعاء ان هناك عملية سلام، ولكن لا يوجد لدى قادة الاحتلال من هو مستعد أو جاهز لإعطاء الشعب الفلسطيني أي من حقوقه ويعلنون عن ذلك بوضوح، حتى مشروع الدولة الفلسطينية بما تفرضه قوات الاحتلال من وقائع على الارض واستيطان يجعل منه أمرا مستحيلا عبر تحويل الضفة إلى كانتونات معزولة وتعزيز السيطرة على القدس وعزلها عبر سلسلة من المستوطنات الكبرى وبالتالي استمرار الحديث عن عملية سلام هو خداع للجمهور الفلسطيني وللرأي العام العربي والدولي ولكن من يفاوض فلسطينيا لا يريد الاعتراف بفشل برنامجه السياسي لأنه وجوده كقيادة مرتبط بهذا البرنامج والادارة الامريكية تريد الادعاء أن هناك عملية سلام وان أوباما لم يفشل فيحاول إخفاء ضعفه عبر هذه المفاوضات، أما قادة الاحتلال فيجملون وجوههم خلف هذه المفاوضات ويغطون على جرائم كبرى يقومون بها مثل اغتيال الشهيد محمود المبحوح وجريمة اسطول الحرية وغيرها ويدعون أن حكومة نتنياهو راغبة في السلام بينما هي أبعد ما تكون عن ذلك.
*
* هل ترى أن إدارة الرئيس باراك أوباما جادة في التوصل إلى سلام حقيقي بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟
* واضح أن باراك أوباما أعطى العالم الإسلامي وعودا تخديرية ولكن دون عمل حقيقي، هو أدلى بخطابات مفعمة بالأمل في تركيا ومصر ولكن النتائج كانت مخيبة لآمال من توقعوا أن يغيّر شيئا فقد أثبتت الأيام ضعفه وعدم قدرته على إحداث التغيير المطلوب واستمر الانحياز الإمريكي الكامل للاحتلال وتوفير الغطاء لجرائم هذا الاحتلال مما جعل أوباما في مصاف سابقيه من سادة البيت الأبيض.
*
* وافقتم على مبدأ دولة على حدود‮ 1967 ما هو تصوّركم لإمكانية قيامها وما الفارق بين تصوركم وتصور حركة فتح؟
* إن إقامة دولة فلسطينية على شبر من أرض فلسطين هو حق لنا فنحن أصحاب هذه الأرض ويجب ان تكون لنا كاملة مع سيادة حقيقية، واذا كان العالم يقرّ لنا بحقنا في هذا الجزء من أرضنا لنأخذه، ولكن هذا يعني أن لا يكون أي تنازل عن شبر من أرضنا الفلسطينية وهذا هو الفارق مع حركة فتح.
*
* تعزف إسرائيل على وتر الحرب هذه الأيام بقوة وتلوح بها مرة ضد القطاع ومرة ضد سوريا ومرة ضد جنوب لبنان، هل الحرب واقعة ولكن المسألة مسألة وقت؟
* إسرائيل كيان عدواني قائم على الارهاب والقتل وسفك الدماء، ولا نستبعد قيامه بعدوان في أي وقت ولكن اسرائيل لم تعد قادرة على تنفيذ حروب خاطفة تنتصر بها في ساعات وانما خسرت كل الحروب التي خاضتها مؤخرا في غزة أو جنوب لبنان، لذلك نعتقد انها ستفكر جيدا قبل الإقدام على أي مغامرة غير محسوبة النتائج.
*
* أرسلت الحكومة عدة رسائل للإدارة الإمريكية ما مضمونها؟
* لقد شرحنا مواقفنا بمنتهى الوضوح، فما نقوله بالعلن نقوله في الرسائل وخلف الأبواب الموصدة، وطلبنا وقف ازدواجية المعايير للإدارة الأمريكية والتعامل بتوازن مع قضايا المنطقة ومع حقوق الشعب الفلسطيني ودعوناهم الى احترام نتائج الانتخابات الفلسطينية والخيار الديمقراطي لشعبنا الفلسطيني وأكدنا على حقوقنا وثوابتنا الوطنية.
*
* هناك من يرى أنكم لم تستفيدوا من تجربة فتح والمنظمة للتعامل مع انحياز واشنطن لإسرائيل؟
* أمريكا دولة عظمى ومؤثرة وربما الأكثر تأثيرا على مستوى العالم وليس فقط المنطقة، وليس نحن الذي جعل منها كذلك، ولكن هذا لا يعني اننا ننساق وراء الارادة الامريكية ولكن لنا مواقفنا وسياساتنا وحقوقنا لا نتنازل عنها، ولا نخدع أنفسنا بالحديث عن اعتدال السياسة الامريكية ولكننا نعلم مدى الانحياز لصالح اسرائيل والكيل بمكيالين ولكن دورنا هو العمل على شرح وجهة نظرنا والتأثير في الرأي العام الدولي لعله يؤثر في السياسة الأمريكية بشكل إيجابي.
*
* ما هي أوراق القوة التي تمتلكونها لفرض مطالبكم على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي؟
* أهم ما يملكه الشعب الفلسطيني هو الحق، قوة الحق الفلسطيني في أرضه ودياره ومدى الظلم الواقع عليه من قبل الاحتلال وهو أهم ما نتسلح به ولا يستطيع أحد أن يجبرنا على التنازل عن هذه الحقوق، قد لا يعطينا المجتمع الدولي هذه الحقوق الآن ولكنه لا يستطيع أن يشطبها، أو إن يدفعنا الى التنازل عنها.
*
* علاقتكم مع طهران هل هي علاقة شراكة أم التقاء مصالح وهل تتوقع أن تفرط إيران في مساندتكم اذا تمت تسوية مشاكلها مع الغرب؟
* نحن حريصون على اقامة علاقة طيبة مع كل الدول العربية والاسلامية وحتى باقي دول العالم المحبة للحرية والمؤمنة بعدالة قضيتنا، ولكن هناك خصوصية لدول العالم العربي والاسلامي باعتبارها العمق الاستراتيجي لنا.
* ونحن نحمل مشاعر التقدير والاحترام لكل هذه الدول في أمتنا دون التفريق بينهم على أساس مصلحي ونسعى إلى تطوير علاقتنا بالجميع دون الخوض مطولا في الأبعاد المصلحية، باعتبار ان قضيتنا هي قضية إجماع للأمة.
*
* ‮ ما هو الفارق في واقع الحصار قبل وبعد الاعتداء الإسرائيلي على سفن الحرية في البحر المتوسط وما تلى ذلك من تداعيات؟
* لا شك بأن الأمور بعد قافلة الحرية بشأن الحصار اختلفت الآن وجدنا أن العدو الإسرائيلي في مأزق سياسي، ووجدنا هناك تضامن عربي وإسلامي وإنساني كبير جدا وأن موضوع الحصار بدأ يشكل عبئا على الأطراف التي قررت محاصرة قطاع غزة وحتى الدول الثمانية في اجتماعها الأخير طالبت برفع الحصار عن قطاع غزة.
* نعتقد أن دماء الشهداء في قافلة الحرية وهذا التضامن الإنساني الذي ظهر من خلال هذه القافلة حرك هذا الملف وأوجد شرخا حقيقيا في جدار الحصار المفروض على قطاع غزة، ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الجهد والمساعي والتضامن لرفع الحصار كليا عن القطاع.
*
* ‮ في حكومتكم كيف تقيّمون علاقتكم بالجزائر الرسمية والشعبية؟
* الواقع أن الجزائر هي محط احترامنا وتقديرنا والعلاقات طيبة وبيننا كثير من التواصل السياسي والإعلامي والدبلوماسي.‬
* الشعب الجزائري الشقيق أرسل العديد من الوفود سواء كان من البرلمانيين أو من قيادات الحركة الإسلامية أو قيادات القوى الوطنية في الجزائر، ووصلوا إلى قطاع غزة ومنهم من استقل البحر ولم يتمكن من الوصول.
* الجزائر بلد المليون ونص مليون شهيد التي قادت أكبر ثورة في التاريخ المعاصر ضد الاحتلال الفرنسي مازالت تمثل أنموذجا يحتذى به في الصمود والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.‬
*
* أبو العبد الرياضي‮.‬.. كيف تابعت مشاركة الجزائر في مباريات كأس العالم؟
* تابعنا باحترام كبير مشاركة الأخوة في الجزائر في المونديال، وكنا نعتقد أن الجزائر من المفترض أن تستمر حتى تصل لأدوار متقدمة. أداؤها كان جيّدا، لكن يبدو أن الحظ لم يسعف الفريق الجزائري، على كل هذه مشاركة لفريق ناشئ ممتاز وممكن أن يكون له مستقبل واعد إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.