الأم أنجبت على يد قابلة في غياب الطبيب المختص وزميله عرفت مصلحة الولادة بمستشفى تيسمسيلت أول أمس وفاة ثلاثة رضع "توائم« دفعة واحدة في فضيحة ثقيلة جديدة، لا تبتعد كثيرا عن الاتهامات المتكررة بوجود إهمال متزايد بالمؤسسة. * وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر موثوقة للشروق أن المصلحة المذكورة استقبلت في الفاتح من شهر أوت الجاري امرأة تنحدر من منطقة حمادية التابعة إقليميا لولاية تيارت " 19 كلم عن تيسمسيلت" بغرض وضع حملها الذي أثقلها، والمكون من ثلاثة رضع، وفور ولوج الوالدة للمصلحة بعد حصولها على تأشيرة القبول، ألقي بها في سرير داخل إحدى الحجرات، وتم تدثيرها بلحاف النسيان، نتيجة عدم إخضاعها لأي فحص طبي لأن الطبيب المختص في أمراض النساء لم يكن متواجدا، ناهيك عن زميله في الطب العام والمفروض تواجدهما بالمصلحة، لتمضي الأم الحامل قرابة 48 ساعة تفترش السرير وتترقب ساعة الفرج لرؤية فلذات كبدها الذين انتظرتهم منذ بداية قصة الحمل، وفي اليوم الثالث، شعرت الوالدة بآلام المخاض لتحل إحدى القابلات محل الأطباء، وتشرف على عملية التوليد التي انتهت بموت الرضيع الأول فور مغادرته للرحم، ونجاة شقيقه الذي لم يذق من طعم الحياة سوى ثلاث ساعات قضاها داخل الحضانة الصناعية بسبب صعوبة التنفس، الأمر الذي أدى إلى بروز مضاعفات صحية خطيرة على الأم تطلبت إخضاعها لعملية قيصرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهي العملية التي أشرف عليها طبيب جراح استدعي في الوقت بدل الضائع، مما أسفر عن تخليص الحامل من موت محقق، في حين عبرت روح التوأم الثالث إلى خالقها، مع العلم أن مثل هذه الولادات والحالات التي تحوي توائم يقول أهل الاختصاص الطبي يتوجب إخضاعها ومعاينتها من قبل الأطباء المختصين، وليس من طرف كل من يرتدي مئزرا أبيضا أو على الأقل تحويلها إلى مؤسسة استشفائية أخرى في حال غياب الطبيب. لتتحول بذلك فرحة العائلة التي كانت في انتظار قدوم التوائم إلى صدمة ممزوجة ببرقيات التعازي وصرخات الأسى والإحباط التي أرادت العائلة المفجوعة نقلها إلى الرأي العام وإلى أولي الأمر في وزارة الدكتور ولد عباس لتحديد الخيط الأبيض من الأسود في هذا الإهمال الرهيب الذي خطف ثلاثة توائم دون أن تتحرك له ضمائر السادة القابضين على صحة المريض بهذه المؤسسة التي "باتت-حسب وصف البعض- توزع شهادات الموت ورخص الدفن بدل الحياة«، علما أن مصادر مقربة من العائلة أفادت أن بعض الجهات الإدارية بالمستشفى حاولت جاهدة غض البصر عن محارم هذا القصور والإهمال مع رميهم بالكرة في مرمى القدر والمكتوب، لكنها أكدت أنها لن ترضى إلا بالتحقيق الوزاري لكشف ملابسات القضية. * للإشارة، فإن المؤسسة الاستشفائية بتيسمسيلت وعلى مدار السنوات الأخيرة، باتت تنام على فضيحة وتصحو على أخرى فمن فضائح الإجهاض التي وصل صيتها حد أروقة المحاكم أبطالها إداريون وممرضون وجراحون، إلى تصديرها لأجنة وجثث الأطفال غير الشرعيين بعد العثور قبل أشهر على جثة طفل بمصلحة الولادة غير معلومة المصدر والنسب، وصولا إلى الإهمال الذي استشرى في مفاصل المصلحة المذكورة والذي يعتقد أنه كان سببا في مأساة العائلة والتوائم الثلاثة.