اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأربعاء مصر بإعطاء مبررا للاحتلال الإسرائيلي لضرب قطاع غزة مجددا. وعبّرت الحركة عن استغرابها لاتهام مصر فصائل فلسطينية من غزة بالوقوف وراء عملية إطلاق صواريخ على العقبة وإيلات قبل ثلاثة أيام. * وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن المعلومات الأولية التي توصلت إليها أجهزة الأمن في تحقيقاتها حول إطلاق الصواريخ على العقبة وإيلات "تشير إلى وقوف فصائل فلسطينية من قطاع غزة" وراء العملية. * وألمح هذا المصدر إلى أن الصواريخ أطلقت فعلا من سيناء، رغم أن مسؤولا أمنيا مصريا نفى في السابق إطلاق أي صواريخ من بلاده. * وأشار المصدر إلى أن "مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال أن يستخدم أي طرف أراضيها للإضرار بالمصالح المصرية«، مؤكدا أنها تكثف إجراءاتها حاليا من أجل الكشف عن ملابسات إطلاق الصواريخ الخمسة التي استهدفت العقبة وإيلات. * ومن جانبه نقل موقع (اليوم السابع) الإخباري عن مصادر أمنية مصرية تأكيدها ضلوع حركة حماس في إطلاق الصواريخ على إيلات والعقبة. وأشارت هذه المصادر إلى أن أفرادا من الحركة تسللوا عبر الأنفاق الموجودة على الحدود المصرية - الإسرائيلية لتلتفت الأنظار إلى إطلاق الصواريخ من الأراضي المصرية وإثارة الشكوك حولها. * وأكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن هذه التصريحات المصرية * "ذات أغراض سياسية هدفها زيادة التحريض على قطاع غزة وتبرير استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني". * وقال أبو زهري في حديث إلى "مركز البيان للإعلام« أن الرواية المصرية متضاربة حيث استندت في البداية إلى نفي إطلاق الصورايخ من سيناء ثم عادت لتؤكدها، وهو ما يفقد هذه التصريحات أي قيمة ويجعلها فاقدة للمصداقية، على حد قوله. * وأوضح مسؤول حماس أن حركته تشكك في أحداث إيلات وتعتبرها مصطنعة ومفبركة بين الاحتلال وبعض الأطراف في المنطقة لإعادة إنتاج صورة الضحية للاحتلال لتبرير استمرار حصار قطاع غزة. * وبدوره، صلاح البردويل القيادي في حماس قال أيضا في تصريح صحافي أن "ادعاء مصدر أمني مصري بأن جهات فلسطينية تقف وراء هذه الصواريخ تتناقض مع تصريحات مصرية نفت إطلاق أي صواريخ من سيناء..« وطالب القيادة المصرية بالتحقيق في الاتهام "كونه يعطي مبررا للاحتلال لإدانة مصر وضرب قطاع غزة". * وأوضح البردويل أن "الرواية الصهيونية حول إطلاق الصواريخ من سيناء إلى إيلات أصلا مفبركة ولا أساس لها من الصحة والمصادر الداخلية الصهيونية تشير إلى تدريبات عسكرية يجريها الجيش الصهيوني في المنطقة«. * وكان مسؤول أردني قريب من التحقيق أعلن أن لدى الأردن "اثباتات" بأن الصاروخ الذي سقط في مدينة العقبة وتسبب بسقوط قتيل وخمسة جرحى الاثنين الماضي، أطلق من شبه جزيرة سيناء المصرية. * وأعلن مسؤول أمني مصري بعد ذلك أن القوات الأمنية المصرية تقوم ب"عملية تمشيط" في سيناء، مؤكدا أنه لا يمكن أن تكون هذه المنطقة الحساسة التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة استخدمت لهذا الهدف. * وتعرض ميناء إيلات الإسرائيلي الاثنين لإطلاق صواريخ لم يسفر انفجارها عن سقوط ضحايا في الجانب الإسرائيلي، غير أن واحدا منها سقط في مدينة العقبة المجاورة وأدى إلى مقتل شخص وجرح خمسة آخرين.