موظفات أجلن عطلهن للعام القادم وأخريات حرمن منها رفقة العائلة تحضر المرأة الجزائرية لشهر رمضان الفضيل قبل أشهر وبكثير من الجهد، حيث تستقبله كضيف كبير وعزيز لا يمكن الاستهانة في تضييفه، غير أن هذا العام يأتي في ظروف مغايرة لما ألفناه عليه، خاصة المرأة الموظفة؛ فبين عملها في المؤسسات المختلفة وعطلتها الصيفية التي تزامنت ورمضان لأول مرة تحكي بعض الموظفات اللواتي اقتربت "الشروق" منهن لمعرفة آرائهن في هذا الموضوع، وهل يفضلن أخذ عطلهن في شهر رمضان أم في غيره.. * حيث أعربت جل الموظفات اللواتي تحدثنا إليهن عن تفضيلهن الفصل بين العطلة الصيفية التي تعد المناسبة الوحيدة لأخذ قسط من الراحة بعيدا عن مشاكل ومتاعب العمل، وبين الشهر الفضيل الذي اعتبرنه شهر العمل المكثف بامتياز.. حيث قالت الدكتورة هيشور أستاذة اللسانيات بجامعة الجزائر إنها تفضل العمل بالجامعة في شهر رمضان والاستمتاع بعطلتها قبله رفقة الأولاد والزوج، فهذا العام -تضيف هيشور- لم تحس أنها في عطلة لأنها ألغيت بقرار عائلي بسبب الشهر الفضيل، فالوقت لم يصبح مناسبا للخروج في جولة سياحية لا داخل ولا خارج الوطن، تقول المتحدثة، غير أنها حاولت زيارة بعض أفراد العائلة الكبيرة في بعض الولايات، مغتنمة الأيام السابقة لرمضان لأنها تعرف مسبقا أنها الفترة الوحيدة المناسبة لذلك، وإلا ستؤجل للعام القادم وسط انشغالاتها رفقة زوجها بالعمل المكثف ومتابعة الأبناء في دراستهم، تقول هيشور، التي ختمت حديثها قائلة هو "شهر فضيل وضيف كريم، لذا نرحب به ونؤجل عطلنا بسببه". * فاطمة الزهراء المساعدة الاجتماعية بمستشفى نفيسة محمودي -بارني سابقا- لم تذهب بعيدا عما قالته الدكتورة هيشور حيث قالت إن عطلتها في هذا العام ستكون عملا إضافيا بدل أخذ راحة عام من العمل، فلن تستطيع أخذ أبنائها للاستجمام بعيدا عن أجواء العاصمة، ولن تغير جوا رفقة عائلتها التي ستخرج ربما لاحقا في عطلة إن استطاعت طبعا، لأنها تقول إن الدخول الاجتماعي على الأبواب ولن ينتهي رمضان إلا وبدأت التحضير لأولادها مع كسوة الدخول ولوازم الدراسة. * "ن. ب" و"س. ن" الأولى مدرسة بثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة والثانية بثانوية ديار البركة ببراقي، كشفتا أنهما سمحتا لأولادهما الانضمام لإحدى الجمعيات المحلية التي تنظم مخيمات صيفية لكي لا تحرمانهم من الاستمتاع بعطلهم، فيما بقيتا في المنزل للتحضير للشهر الفضيل، من شراء لوازم المطبخ المختلفة إلى اقتناء ما يمكن اقتناؤه للأولاد من أدوات مدرسية وألبسة خاصة بالدخول الاجتماعي وعيد الفطر السعيد، وأضافتا أنهما لأول مرة لم يخرجا في عطلهما للسياحة حيث يسافران لبلدان عربية كل عام رفقة أولادهما وزوجيهما "وهذا العام بسببه أجلنا هذه الخرجة لعطلة أخرى" تضيف إحداهما، وتقول زميلتها في التدريس إنها تفضل أخذ قسط من الراحة دون عمل منزلي يضاف لشقائها في نشاط العام، غير أنها حرمت منه. * ".. تعلمين أن للعائلات الجزائرية في التحضير لشهر رمضان طقوسا خاصة تختلف عن باقي الدول الإسلامية، حيث نغتنم فيه الفرصة لتحضير بعض التوابل يدويا، وكذا غسل الجدران مثلا، وحتى الأفرشة المختلفة.. يعني سنقوم فيه بنشاطات أخرى تضاف لعملية شراء ما يلزمه من مواد المطبخ" تقول ليندة معلمة بإحدى المؤسسات الابتدائية بالعاصمة، التي تضيف أنها تفضل أن تعمل في شهر رمضان في وظيفتها لأنها تسمح لها بربح مزيد من الوقت لترتاح فيه رفقة عائلتها دون التفكير في مناسبات أخرى تنقص منه، أو تشغلها عنه، كما أن رمضان هذا العام -تضيف المتحدثة- جعلها تعدل برنامج عطلتها ومكان قضائها، فلم تستطع الابتعاد عن المنزل بسبب التحضيرها للشهر الفضيل.