رغبة جامحة لتطليق العمل الإٍرهابي وسط عشرات "المغرر بهم" فجر التائب "أبو هلال" أزمة كبيرة في صفوف ما يعرف بتنظيم "حماة الدعوة السلفية" بعد ما خالف جميع التوقعات وسلم نفسه لمصالح الأمن بحر الأسبوع الفارطاستجابة لنداء عناصر كانت تابعة للغريم التقليدي لها وهي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وأدخل جماعة المدعو "سليم الأفغاني" في فوضى كبيرة عقدت من واقع التنظيم الارهابي الذي يعيش منذ مدة طويلة أزمة بسبب تراجع عدد المجندين في صفوفه ورغبة الآخرين في تسليم أنفسهم لمصالح الأمن في أقرب وقت ممكن وهو مؤشر يدل على قرب انقراض هذا التنظيم من الساحة الوطنية. أفادت أنباء تسربت عن أحوال التنظيم الإرهابي "حماة الدعوة السلفية" أن التائب "بلحاج جلول" المدعو "أبو هلال" أربك تنظيم "حماة الدعوة السلفية" النشطة غرب الجزائر والمتمركزة أساسا بمحيط منطقة تيبازة، وأدخل الشك في صفوفه بعد ما لبى نداء تائبين اثنين كانا ينشطان بتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وهما "مصعب" و"أبو العباس" موجها بذلك ضربتين موجعتين لأميرها "محمد بن سليم" المدعو "سليم الأفغاني" الذي أسس جماعته أساسا لضرب جماعة "درودكال" غريمه القديم، وزعم في أكثر من مناسبة أن تنظيمه جاء ليطهر "الجماعة السلفية" من التشويه الذي مارسه عليها خليفة حسان حطاب، متناسيا بذلك مختلف الجرائم التي ارتكبها في حق الأبرياء، وتبنيه للمجزرة التي نفذها في حق أزيد من 10 دركيين العام الماضي عندما كانوا بدورية استطلاعية وذلك على طريقة "الجماعة الإسلامية المسلحة" (الجيا) التي انشق عنها وحمل معه أفكارها الدموية التي سرعان ما بدأت تطفو على السطح وإن حرص على نفيها وتغليفها بخدع لإيهام عناصره بغير ذلك مختلقا عدوا له يلصق به صفة الهمجية ويحمله مسؤولية جميع الجرائم المرتكبة في حق الجزائريين لتبرير نفسه، مستغلا تباهي درودكال بجرائمه وعجرفته في إعلان مخططاته. وحسب مصادرنا فإن التشويش الذي سببه تسليم الإرهابي نفسه لم يسبق أن عايشته "حماة الجماعة السلفية" باعتبار أن الأمر لم يقتصر على مجرد تسليم احد عناصرها نفسه لمصالح الأمن، ورغم النقص العددي الذي اتسم به منذ البداية ومعه زيادة التناقص إما اقتناعا بميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي شجع عددا كبيرا على تسليم نفسه، خاصة في الأعوام الماضية أو خشية الموت على أيدي قوات الجيش التي تمكنت من حصر التنظيم في منطقة واحدة بعد ما كان مجال نشاطها يصل حتى الى تيسمسيلت، وإنما اخالطت أوراق التنظيم بسبب تأثر "أبو هلال" بحجج تائب لطالما تشبع بنهج "الجماعة السلفية" المعادية لهم، ما عمق الهوة بين العناصر فيما بينهم وفقدان كلي للثقة داخل صفوفه. وتضيف ذات المصادرأن جماعة "سليم الأفغاني" لم تنتظر كثيرا حتى دخلت في صراع مع قائدها الذي أبدى فشله في تزعم التنظيم بعد ظهور المدعو "مكي عبد القادر" الذي أعلن نيته في قيادة الجماعة وزيادة حدة النشاط المسلح، حيث حاول الأفغاني التقليل من العمل الذي أقدم عليه في محاولة لتجاوز المشكلة التي بدت وكأنها ستعصف قريبا بالتنظيم الذي أفرغ من خطره وأضحى اسما دون عناصر تثبت وجوده، خاصة وان أتباعه لم يغفروا له محاولته تسليم نفسه لمصالح الأمن ودخلوا مرحلة اللااستقرار التي طال أمدها بحكم التضييق الأمني المفروض على مناطق نشاطه والذي صعب من مهمتهم رغم الطابع الذي يتسم به والمبني أساسا على التكتم وتحين الفرصة لضرب أهدافها عكس جماعة "درودكال" التي تعتمد أسلوب الضغط والسعي لارتكاب مجازر متسلسلة لإثبات وجودها، لتبقى الصراعات الثنائية بين الزعيمين تفرض نفسها إذ لم يغفر "مصعب عبد الودود" لسليم الأفغاني تمرده عن "الجماعة الإسلامية المسلحة" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي اتهمها بتشويه العمل المسلح.