هو طفل لم يتعدّ الثامنة من العمر عاش معاناة لمدة خمس سنوات كاملة، كان يتنقل من مستشفى إلى آخر طمعا في إيجاد حل يخلصه من مُعاناة الأكل بواسطة الحقنة، بعد أن تناول الحمض (مادة الأسيد) ثم تسبب خطأ طبي في استئصال رئته، إلاّ أنّ رحمة الله كانت فوق الجميع، حيثُ تحمّل الأمير "مُقرن" بالرياض تكاليف العملية التي فاقت 200 مليون سنتيم. نادية سليماني معاناة عبد الرحمان التي يرويها والده الذي جاء من ولاية بسكرة وقصَد الشروق اليوميّ، بدأت عندما قادته براءة الطفولة لشرب الحمض "مادّة الأسيد" مما سبب له ضيقا في الحنجرة واحتراقا كلّيّا للبلعوم وجزء من البطن، ليعيش الفتى منذ ذلك الحين وهو يصارع الآلام طريح المستشفيات، حيث خضع لعملية جراحية أولى بمستشفى مايو بالعاصمة، وتمّ إيصال المعدة بأنبوب صناعي زرع له بعد خضوعه لعملية ثانية بمدينة قسنطينة العام 2001، حيث ثُقب في ظهره لتسريح المعدة مرورا بالرئة، التي تضررت بعد أن لامسها مشرط الجراح عن طريق الخطأ، وقد أُصيب بالتهاب رئوي أدى إلى إتلاف رئته اليمنى. وفي أفريل2001 نقل إلى مستشفى جيلالي رحمون بالعاصمة، لإجراء عملية أخرى. وبعد أن نال اليأس من الأبوين بسبب عجزهما عن التكفّل بفلذة كبدهما، قرّر الوالد مصطفى القيام بعمرة رفقة ولده علّ وعسى يستجيب المولى لدعائه وهو على أرضه المقدسة، ولقد تأثّر السعوديون لمشهد طفل يأكل بواسطة إبرة تُحقن في المعدة، فنقلوا الأمر للأمير مُقرن بالرياض، فتكفل بإجراء عملية لعبد الرّحمان بمستشفى الأطفال والولادة بالمدينة المنورة دامت قرابة 10 ساعات، تم على إثرها استئصال جزء من المريء المتلف واستبداله بجزء آخر من القولون والأمعاء ووصل المريء الجديد بالحلق والمعدة، وخرج الصبي وهو يأكل كباقي البشر، وقد تحدثت وسائل الإعلام السعودية عن نجاح العملية واستضافت جريدة عكاظ الوالد والابن ونشرت صورا لهما، إلاّ أنّ المشكل الذي يُؤرّق الوالد مصطفى هو طلب الأطبّاء إجراء فحص لعبد الرحمان كل شهرين، حيث ينتفخ بطنه بعد الأكل، لذا فهو يطلب من المحسنين مساعدته لأنه أُوقف عن العمل بسبب مرافقته الدائمة لولده في المستشفيات، وهو يُعيل أسرة من ستة أفراد، وما يُريده والد عبد الرحمان هو مساعدته لشراء تذكرتي الطّائرة للسّفر إلى السّعودية