تعقد فرقة العمل لمكافحة الإرهاب المنبثقة عن مجموعة الثمانية لقاء يومي 14 و15 من أكتوبر الحالي بالعاصمة المالية باماكو، بغرض دراسة سبل تدعيم قدرات بلدان الساحل في مواجهة تهديدات ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". ومن المزمع أن تساهم فرنسا في الاجتماع حسب تأكيد الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، مؤكدا في تصريح نقلته أمس وكالة الأنباء الفرنسية بأن فرنسا كانت ترافع دوما لأجل إحداث تعاون وتنسيق دولي لمواجهة الإرهاب بمنطقة الساحل، في حين تطمح الجزائر إلى إقناع دول المنطقة بضرورة التنسيق فيما بينها لمواجهة كل ما يتعلق بالجريمة والتهريب وكذا الإرهاب. ويأتي الإعلان الفرنسي عن عقد اجتماع لفرقة العمل المنبثقة عن مجموعة الثمانية، بضعة أيام فقط على الذي عقده رؤساء استخبارات بلدان الساحل وهي الجزائر، موريتانيا، النيجر، مالي بالجزائر، وتم تخصيصه لتنصيب مركز مشترك للاستعلامات في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي، وهو يعمل على جمع المعلومات والمعطيات المرتبطة بتحرك الجماعات الإرهابية، إلى جانب رصد جماعات الدعم والإسناد، مما يغلق المجال أمام كافة التدخلات الأجنبية. علما أن فرقة العمل لمكافحة الإرهاب المنبثقة عن مجموعة الثمانية، تم استحداثها بمبادرة من فرنسا خلال الفترة التي تولت فيها رئاسة مجموعة الثمانية، كما يتزامن القرار مع قيام ليبيا بمنح طائرتي استطلاع لفائدة مالي، بغرض تمكينه من متابعة تحركات الجماعات الإرهابية شمال ترابه. كما تتزامن تحركات فرنسا مع سعيها لفتح مفاوضات مع المسؤولين على اختطاف خمسة من رعاياها منتصف شهر سبتمبر الماضي، إلى جانب رعيتين من إفريقيا، وتشتبه مصادر مالية بأن الرهائن يتواجدون حاليا بمنطقة "تيمتري" شمال مالي وهي معروفة بكثبانها الرملية، في وقت قام الجيش الموريتاني بالتوغل داخل الأراضي المالية لمطاردة العناصر الإرهابية. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد دعا في وقت سابق مجموعة الثمانية، إلى تحمل مسؤوليتها في محاربة ظاهرة الإرهاب والجرائم العابرة للأوطان، داعيا إلى تقديم الدعم اللوجستيكي والتأييد السياسي لمواقف الاتحاد الإفريقي، محذرا من تحول المنطقة إلى فضاءات مواتية لتوسع المد الإرهابي نحو مناطق أخرى من العالم.