تعيش الجزائر هذه الأيام على وقع المذكرات، سواء التي صدرت أو التي ستصدر أو الممنوعة من الصدور.. وبعد صدور مذكرات السيد رضا مالك وحملة الإشهار والترويج التي تلقاها من قبل صحافة بعينها تمثل تيارا بعينه ومجموعات ضغط سياسية واقتصادية وجهوية بعينها، وبعد منع مذكرات المجاهد الراحل عبد الله بن طوبال من الصدور في الحاضر والمستقبل... كما منع رئيس المجلس الشعبي مجلسه من مناقشة مشروع قانون تجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر سواء في الدورة الحالية أو الدورات المستقبلية، بعد كل هذا ها هي هذه الجملة المسعورة تنتقل إلى رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد، الذي أصبح متهما بأشياء وتصرفات وقرارات أغرب من الخيال عندما كان على رأس الدولة الجزائرية، في حين كان ذنبه الوحيد أنه مكن لهذه الصحافة المسعورة، التي تلفق له اليوم الأكاذيب وتحاول تضليل الأجيال الجديدة حول فترته، لكي تصبح على ما هي عليه اليوم من قوة سياسية ومادية وقدرة على الكذب والتزوير وكيل الاتهامات المجانية، قوة وقدرة تستمدهما من الديمقراطية التي وفرها هو نفسه عبر الثغرة التي فتحها في الجدار الفولاذي السميك للنظام الدكتاتوري الجزائري. ولكن نكران الجميل وروح الكذب والفتنة لدى هذه الشرذمة لا يتوقف عند حد، فنسبت لهذا الرئيس تصريحات وأقوال أنكرها واستنكرها بمجرد القول "حسبي الله ونعم الوكيل"، وذلك أقصى ما يمكن أن يفعله للدفاع عن نفسه أمام هذا الظلم وأمام عجز الدولة والعدالة والمجتمع برمته عن رد المنكرات التي يرتكبونها يوميا باسم الديمقراطية وحرية التعبير وهذه منهم براء، فتقول على لسان الشاذلي بن جديد ما لم يقله عن الأمازيغية وتوقيف المسار الانتخابي والأفالان وغيرها من القضايا التي تؤلم دبور هذه الكيانات لمجرد ذكرها. إذا.. هناك هدف حقيقي واضح ومحدد من هذه الحملة على الشاذلي بن جديد، وهو ما تهدف إليه هذه الصحافة، وهذا اللوبي هذه الأيام عبر الحملة القائمة حول المذكرات، وخاصة ما يتعلق منها بالفترة الاستعمارية والعلاقات الفرنسية الجزائرية فتروّج لنشر نوع من المذكرات، وتحاول أن تطمس آخر، ولما كان الرئيس الشاذلي بن جديد من الوطنيين الذين لا غبار على وطنيتهم وينوي نشر مذكراته، وما يمكن أن تحمل من حقائق وقنابل فقد وجب أن تشن عليه حربا استباقية لترويعه وردعه عن مشروعه. فهل ينتصر أم ينتصرون؟.