لقيت الأسبوع الماضي حامل في ال 45 من العمر مصرعها بعد عملية توليد عسيرة بالمستشفى الجامعي بوهران في ظروف قالت عنها عائلتها "أنّها غامضة وتستدعي التحقيق" موجّهة أصابع الاتّهام لعدّة جهات في قطاع الصحّة "كون الوفاة كانت نتاج الإهمال". طالبت عائلة الضحيّة "صالحي الزهرة" وهي أمّ لستّة أطفال، بفتح تحقيق من قبل وزارة الصحّة وتدخّل الوزير جمال ولد عباس للنبش فيما خفي حول حالة الحامل التي لقيت حتفها في ظروف صعبة بعد تقاذفها من عيادة لأخرى ليلا، وتروي شقيقتها أنّها تقيم بحيّ جعيدر ببلدية الكرمة، حيث تمّ نقلها ليلة الخميس الماضي على جناح السرعة نحو عيادة السانيا بغرض توليدها بعد إحساسها بآلام شديدة، لكنّ العيادة رفضت استقبالها ليتّم تحويلها نحو عيادة التوليد بحيّ "اللوز"، وكانت الساعة حينها تشير إلى الثامنة مساء، لكنّ وحسب المتحدّثة فإنّ "الطبيب المناوب لم يكن موجودا فما كان على القابلات إلاّ إعطائها بعض الأدوية من أجل تسهيل عملية الولادة"، إلاّ أنّ حالتها ازدادت سوءا ليتّم نقلها بعد ذلك نحو عيادة التوليد "سانت أنتين" بوسط المدينة هناك أين تمّ رفض استقبالها وتحويلها نحو مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي، وبعد هذا المشوار الماراطوني تقول شقيقة الضحيّة إنّه "لم يكن يتواجد بالمصلحة غير الأطباء المقيمين المناوبين الذين اتصلوا عن طريق الهاتف بالطبيب المساعد المناوب تلك الليلة، ولم يكن حضوره إلاّ في حدود الساعة الثانية صباحا"، إذ تمّ توليدها بعد أن نزفت كميّة كبيرة من الدم، لتصاب على إثرها بسكتة قلبية فيما تمّ إنقاذ الجنين الذي يوجد حيّا يرزق، وأردفت أنّها تفاجأت للحالة التي كانت عليها جثّة شقيقتها حين تقدّمت لاستلامها من المصلحة، إذ كانت عليها آثار دماء كثيرة ما يدّل على أنّها نزفت طويلا، ولم تسكت عائلتها عمّا وصفته بالإهمال المفضي إلى الوفاة وطالبت بفتح تحقيق عاجل للكشف عن الأسباب الحقيقية للوفاة وتحديد المسؤوليات ما بين العيادات التي تنقّلت ما بينها تلك الليلة. الضحيّة تركت وراءها 6 أطفال أكبرهم فتاة لا يتجاوز عمرها 16 سنة، تقول شقيقتها أنّها لم تكن تعاني من أيّ مرض، ولم تكن تتلقّى علاجا من أيّ نوع، ما معناه أنّ الوفاة كانت بسبب الإهمال.