سؤال كبير يطرحه كل مترقب للمواجهة البرية المحتملة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي حول مدى صمود المقاومة في وجه أعتى قوة عسكرية في المنطقة معروفة بتجربتها الطويلة في الحروب غير التقليدية ومواجهة حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، غير أن ثمة معطيات ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أي استشراف للمواجهة البرية بين الطرفين. صلاح الدين.ع فإذا كان الجيش الإسرائيلي الذي يرابط على الحدود مع لبنان مكون في غالبيته من جنود الاحتياط الذين يتقدمون للمعركة دون أية مؤهلات عسكرية، فإن مقاتلي حزب الله مشهود لهم بالشجاعة والإقدام وقوة التدريب الميداني والتجربة الطويلة في حرب العصابات، وهي جوانب يعترف بها المسؤولون العسكريون أنفسهم، فقد قال الرئيس الأسبق لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي "عامي أيالون" إنه كقائد عسكري سابق سيفتخر إذا قاد كومندوس كتلك التي يقودها حزب الله، وقال هذا المسؤول العسكري أمام عدد كبير من نواب الكنيست الإسرائيلي "يجب أن نكون واعين إلى أن ما حصل في الشمال والجنوب كان قصورا ولكن هاتين العمليتين اللتين نفذتهما حماس في كرم سالم وحزب الله في الشمال كانتا عمليتا كومندوس مركبتين ومهنيتين، أنا رجل عسكري مع ماضي جدير، وأقول لكم إني كنت سأفتخر بأن أقودهما". إن المعركة الحقيقية بالنسبة لحزب الله في نظر المتابعين والمحللين هي المعركة البرية أين يتم التلاحم بين الطرفين بشكل فعلي، وهو ما عناه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بقوله إننا ننتظر المواجهة البرية بشغف كبير، فالمقاتل المنضوي تحت لواء حزب الله هو مقاتل جيد التدريب مؤمن بقضيته، مقدام، لا يخاف الموت، بل يطلب الشهادة يقابله مقاتل صهيوني يفتقر إلى التدريب اللازم، لأنه من الاحتياط، نقل قسرا إلى جبهة القتال، ولن تنفع الآليات الإسرائيلية في صد مقاومي حزب الله الذين تمكنوا من تدمير ست دبابات إسرائيلية متطورة قبل بدء المواجهة البرية الحقيقية، ويعتبر المحللون العسكريون أن الدبابة "ميركافا " التي دمر حزب الله عدد منها تعتبر من أكثر الدبابات تطورا في العالم وقد دخلت إلى الخدمة منذ عامين فقط وهي موجهة خصيصا لصد ضربات المقاومة، حيث تتمتع بتريع متطور وتستخدم مأسورة ملساء قادرة على إطلاق قذائف موجهة وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل أنتجت منها 1500 دبابة، لكن حزب الله تمكن من تدميرها باستخدام صواريخ تم تطويرها بإضافة حشوة مزدوجة تمكن الصاروخ من اختراق الدروع الجديدة والقوية في الدبابات. إن التخوف الكبير الذي يساور كل مواطن عربي من أن يكون مصير نصر الله مشابها للمصير الذي آل إليه الرئيس العراقي حسين صدام له ما يبرره، لكن الفرق بين الرجلين كبير، إذ لا يمكن المقارنة بين جيش تقليدي وحركة مقاومة منتشرة في الشعاب والخنادق، لذلك فإن إسرائيل تعلم أنها لن تستطيع القضاء على حزب الله حتى ولو قامت باجتياح كلي للبنان، فسارعت من الآن بالتصريح أن ستقوم بعمليات توغل جزئي.