تخلف أول أمس، كل من الفنان السوري غسان مسعود والمبدع الاسباني فرناندو ارابيل عن تكريمهما في الجزائر. وعبرا في رسالتيهما إلى محافظة المهرجان الدولي للمسرح عن أسفهما عن حيلولة ظروف طارئة دون الوقوف على خشبة بشطارزي ولقاء الأسرة المسرحية الجزائرية والدولية. وصف غسان مسعود الجزائر بوطن المسرح وبلد الحرية الحمراء والعزة والكبرياء وشكر الدعوة من بلد لطالما حلم بزيارته. كما أكد فرناندو ارابيل أن حالته الصحية حرمته من لقاء أصدقائه المسرحيين في الجزائر ووعد بالحضور يوم السبت القادم. * صنع الفنان حاج إسماعين ابن قسنطينة أجواء استثنائية وهو ينحني مرتبكا وكأنه يصعد الركح لأول مرة. غلبته الدموع وهو يتسلم تكريمه وشهادة العرفان من وزيرة الثقافة، وأبى رغم ذلك إلا أن يتمنى كل الخير والنجاح للجيل الصاعد ولرفقاء دربه ممن لازالوا فاعلين في الساحة المسرحية بمدينة الجسور المعلقة أو في الجزائر عامة. ونفس ردة الفعل سجلها ابن الخشبة عبد الكريم حبيب الذي وإن عرف عنه الجدية والصلابة فدموع الفرح غلبته وعجز عن إخفاء مشاعره. * وكرمت الطبعة الثانية إلى جانب المسرحي الجزائري حاج عمر - رحمه الله - والذي ناب عن عائلته الفنان سعيد حلمي والفنان يوسف تاعوينت من قليعة كل من كمال باشا من فلسطين الجريحة وعبد الرحمن بن زيدان من المغرب. * هذا وأعطت الطبعة الثانية للمهرجان الدولي للمسرح الكلمة للتراث الموسيقي الجزائري في الافتتاح الفني. فقال الفلكلور الجزائري كلمته رقصا وأداء في ساحة بور سعيد، وأمتعت فرقة "الفردة" جمهور قاعة مصطفى كاتب بعد أن مزجت موسيقاها مع أداء كل من ياسين وعديلة سوالم وسفيان عطية في تركيب شعري مسرحي مقتبس عن رواية "مزاج الذئب الأبيض". * كما فضلت وزيرة الثقافة التي أعطت الضوء الأخضر لانطلاق فعاليات الطبعة الثانية أن يلقي كلمتها بالنيابة نور الدين لرجان، وأجمعت كلمتها مع كلمة الرئيسين الشرفيين للمهرجان امحمد بن ڤطاف وصونيا على أن مهرجان الجزائر الدولي للمسرح سيكون بعد طبعات متتالية واجهة الجزائر المسرحية وأداة لتحقيق العولمة الثقافية الايجابية. كما أكدت تومي أن المهرجان سيتمسك بالهوية الأمازيغية والإسلامية والإفريقية والعربية في مجمل ما سيقدم من عروض مسرحية جزائرية. * وأمضت فرقة "نوحاكاجو" اليابانية الافتتاح المسرحي من خلال عرض "نو" الذي عمدت إلى ترجمته إلى الفرنسية لتمكين الجمهور من الفهم. وكان عرضا استعراضيا، الهدف منه اطلاع الجزائريين على مختلف التقاليد والعادات اليابانية والحقب التاريخية التي غيرت اللباس التقليدي حتى ارتبطت كل بدلة بفترة حكم معينة. واعترف المشرف على الفرقة في تصريح للشروق على هامش نهاية العرض بأنهم تعمدوا جلب هذا العمل دون غيره، بهدف التعريف أولا بالمضمون العام للمسرح الياباني في أول لقاء ووعد بجلب أعمال مسرحية فيها حوار ومشتغلة على مواضيع عميقة. كما برر الاختيار بضرورة توفر الصورة المادية باعتبار جمهور المهرجان لا يتقن اللغة اليابانية.