أكد عبد المالك سايح، رئيس الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان، أن العلاقة بين الإرهاب وتهريب المخدرات في منطقة الساحل، أصبحت "حقيقة لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها"، وحذر من تحول الصحراء الكبرى، إلى منطقة عبور للمخدرات الخطيرة الآتية من دول أمريكا اللاتينية. وقال سايح "لدينا معلومات بأن هناك طائرات تحط في كل من مالي وموريتانيا وهي محملة بأطنان من الكوكاكيين في كل مرة"، وأشار في حصة "ضيف التحرير"، التي بثتها القناة الإذاعية الثالثة أمس، إلى أن سنة 2009، شهدت عبور أكثر من عشرين طنا من الكوكاكيين بين مالي وباماكو، المحاذيتين للجزائر. وأوضح رئيس ديوان محاربة المخدرات، أن سنة 2008 شهدت عبور أكثر من 240 طن من الكوكاكيين الآتية من دول أمريكا اللاتينية وبخاصة البرازيل والبيرو وكولومبيا، عبر إفريقيا، قال إن قسطا كبيرا منها يتسلل عبر دول منطقة الساحل، التي تعيش أوضاعا اجتماعية وأمنية غير مستقرة. وذكر المتحدث أن العلاقة بين الإرهابيين ومهربي المخدرات، أصبحت أكثر من واضحة في منطقة الصحراء الكبرى، وهي المعلومات، التي أكدتها أيضا الجهات الأمنية والاستخباراتية في دول أمريكا اللاتينية، يضيف سايح، الذي حذر من خطورة هذه الظاهرة ومن تداعياتها على المجتمع الجزائري، الذي أصبح مستهلكا كبيرا لهذه المادة السامة. ولم يقتصر تهريب المواد السامة مثل مخدر الكوكاكيين الخطير، عبر منطقة الساحل انطلاقا من دول أمريكا اللاتينية، على الطائرات، بل تتم أيضا عبر البواخر والقوارب السريعة إلى سواحل إفريقيا الغربية ومنها إلى منطقة الساحل، بسبب التضييق الذي يواجهه المهربون عبر سواحل دول أوربا الغربية ، وخاصة الاسبانية منها، تمهيدا لترويجها في القارة العجوز. وتعتقد وجهة النظر الرسمية في الجزائر، أن تهريب المخدرات يعتبر من بين الوسائل التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية في تمويل عملياتها، وهو ما أكد عليه الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية دول الساحل الذي انعقد بفندق الشيرانون بالجزائر في مارس المنصرم. وأشار عبد المالك سايح في هذا الصدد إلى تنامي عدد المدمنين على المخدرات في الجزائر، بحيث ارتفع عددهم من 250 ألف إلى 300 ألف مستهلك للمخدرات، وذلك بالرغم من محدودية المساحات المزروعة بالحشيش في الجزائر، والتي لا تتعدى في أحسن الحالات أربعين هكتارا، وهو ما دفعه إلى التأكيد بأن الكمية الأكبر من المخدرات المستهلكة محليا، هي مستوردة من دول أجنبية، وخاصة من المملكة المغربية، التي تعتبر برأي رئيس الديوان، من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للقنب الهندي. ومن هذا المنطلق يرى عبد المالك سايح أن فتح الحدود البرية بين الجزائر والمملكة المغربية المغلقة منذ 1994، من شأنه أن يزيد في تعقيد الوضع ويدفع بكميات أكبر من المخدرات إلى التسلل محليا، ومن ثم المزيد من المستهلكين لهذه المادة السامة.