تشرع وزارة الحج السعودية، ابتداء من الأسبوع القادم، في عقد لقاءات انفرادية مع مسؤولي البعثات العربية والإسلامية، ستخصص لتقييم موسم الحج. وأكد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، بربارة الشيخ، أنه سيرفع خلال هذا الاجتماع مشكل ضيق مساحة المخيمات التي تشهد سنويا اكتظاظا للحجاج في مشعر منى، مع اقتراح حلول ببناء عمائر والتخلص من المخيمات، أو التقليل من عدد البعثات. كشف المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، في تصريح ل''الخبر''، عن عقد لقاءات انفرادية بين ممثلي جميع بعثات الحج مع مسؤولي وزارة الحج السعودية، خلال الأسبوع القادم، وسيتم طرح مشكل الاكتظاظ على مستوى مشعر منى. وقال بربارة الشيخ إنه يتم في كل موسم حج تسجيل اكتظاظ على مستوى مخيمات منى، على غرار أغلب الحجاج من بعثات إسلامية وعربية أخرى، ''هذا المشكل لم يسجل مع الحجاج الجزائريين، بل الجميع يعاني منه كل موسم''، خصوصا مع ارتفاع عدد الحجاج هذا الموسم إلى نحو 4 ملايين حاج، وهو الأمر الذي يدفعنا، يضيف بربارة الشيخ، إلى طرح المشكل خلال الاجتماع القادم واقتراح حلول، من بينها إما بناء عمائر تستوعب العدد المتزايد للحجاج في منى والتخلص من المخيمات نهائيا، أو استصدار فتوى شرعية للمبيت في مكة والعودة إلى استكمال المناسك في مشعر منى، بالإضافة إلى إمكانية التقليل من عدد البعثات في حال عدم التخلص من المخيمات. من جانب آخر، اعترف المتحدث بالضغط الكبير المسجل هذا الموسم، على غرار مواسم الحج الفارطة، بفعل ارتفاع عدد الحجاج، مشيرا إلى أن المساحة ضيقة جدا في مشعر منى الذي اعتبره النقطة السوداء ويستوجب على السلطات السعودية إيجاد حلول عاجلة لهذا الإشكال. وأكد أن هناك حافلات تأخرت فعلا في نقل الحجاج من عرفة إلى منى، غير أن الذين انطلقوا مشيا على الأقدام وصلوا قبل الحافلات بثلاث ساعات كاملة بسبب ازدحام حركة المرور. وفي هذا الشأن أكد بربارة الشيخ أن المعاناة ستستمر في مشعر منى في حال عدم اتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة، كون الإبقاء على الخيم لا يحل مشكل الاكتظاظ، وهو ما جعل العديد من الحجاج من مختلف البعثات يبيتون في العراء وعلى الأرصفة مستعملين ''الكرطون''. وهي ظاهرة تتكرر كل موسم بفعل تزايد عدد الحجاج وضيق المساحة في منى، ''وهو ما وقفنا عليه رفقة وزير الشؤون الدينية والقنصل العام''. مضيفا أن مسؤولين سامين في الدولة وجدناهم يفترشون الأرصفة بعد امتلاء المخيمات السبعة عن آخرها بضيوف الرحمن، ولم يحتجوا بعدما لاحظوا معاناة الجميع في مشعر منى، كما سجل أيضا محاولة بعض الحجاج من بعثات آسيوية دخول مخيمات الجزائريين بالقوة، غير أن تفطن هؤلاء حال دون ذلك. من جانب آخر، سجلت أمس حالة وفاة جديدة لحاج جزائري يبلغ من العمر 71 سنة، وهي وفاة طبيعية، بحسب بربارة الشيخ الذي أكد أن عدد الوفيات المسجلة هذا الموسم تقلص كثيرا بعدما سجل خلال نفس الفترة من الموسم الماضي 21 حالة وفاة وسط الحجاج. فيما سيشرع الحجاج الجزائريين في مغادرة البقاع المقدسة ابتداء من الأحد المقبل، بإقلاع ثلاث رحلات إلى العاصمة ووهران وقسنطينة.