فتحت محكمة الجنايات بمجلس قضاء بسكرة أمس ملف واحدة من أغرب قضايا القتل على مستوى الولاية خلال العام الجاري، المتهم فيها زوج والضحية زوجة وخلفية الجريمة بعض الظن الذي هو إثم . أسهب ممثل الحق العام في مرافعته حول ضلوع المتهم في ما نُسب إليه منطلقا من اعترافاته في جميع مراحل التحقيق وتساءل وكيل الجمهورية بأي حق يمكن إفادة المتهم بظروف التخفيف قبل أن يخلص إلى التماس عقوبة الإعدام ضد المسمى "م. س". أحداث هذه الواقعة اهتزت لها ولاية بسكرة، خصوصا الجهة الشرقية كما اهتز لها سكان جنوب شرق خنشلة لكون الضحية والمتهم ينحدران من الجهة المذكورة ساقهما القدر رفقة العائلة الكبيرة إلى منطقة مزيرعة شرق بسكرة للعمل في قطاع الفلاحة لدى أحد الخواص، علما بأن زواجهما كان قبل أقل من سنتين بدون عقد رسمي، وهو ما اعتبره ممثل الحق العام استخفافا بحق الضحية في الدفتر العائلي، موضحا للعدالة أن المتهم قرر قتل زوجته 10 أيام قبل الجريمة أي منذ تاريخ إعادتها إلى بيت الزوجية الذي تركته بسبب خلاف بينهما، وقائع الجريمة حدثت في الثامن من جويلية من العام الحالي في ضواحي بلدية مزيرعة شرق بسكرة بحسب قرار الإحالة الذي جاء فيه أنه بتاريخ الوقائع خرج الزوج "م. س" رفقة الضحية "ب. ع" في الثامنة صباحا، موهما إياها بأخذها إلى طبيب مختص في أمراض النساء، وانتقلا على متن سيارة فرود وبعد قطع حوالي 8 كيلومترات، طلب المتهم من السائق التوقف على مقربة من وادي الحقف وطلب منه الانصراف إثرها مسك زوجته من شعرها وشرع في تعنيفها وضربها إلى أن أغمي عليها ثم أخرج سكينا من جوربه وذبحها وغرس السكين في رقبتها بعدها أخرج قارورة تحوي مبيدا قاتلا تناوله كاملا وانحنى على ركبتيه حتى سقط على جثة الضحية مغمى عليه. قبل ذلك كان سائق المركبة شاهد المتهم وهو يعنّف الضحية فقفل راجعا إلى موقع سكنه وأخبر أهله ليتنقلوا إلى عين المكان ثم إبلاغ مصالح الدرك الوطني..التي تعذّر عليها سماع أقوال المتهم إلا بعد تماثله للشفاء، حيث اعترف بالجرم المنسوب إليه، مؤكدا للضبطية القضائية أنه وضع حدا لحياة زوجته متهما إياها بخيانته مع شخصين يعملان معه في الفلاحة، وأنها كانت تضع له دواء منوما في مشروب لإخلاء السبيل للشخصين اللذين تلتقي معهما الضحية بحسب تصريحات المتهم، وهي الأقوال التي فندها المدعي عليهما أمام الضبطية القضائية والمحكمة كما فند أهل المتهم أي سلوك مشبوه للضحية وهو ما استند إليه وكيل الجمهورية، مؤكدا أن موقع منزل العائلة منعزلا يسمح بالتفطن لأي غريب يقترب منه، كما أن تجاور الغرف الثلاث، ووجود كل أفراد الأسرة فيه يبطل ادعاء المتهم بصرف النظر عن الحكم الشرعي والقانوني الذي يضبط كيفية معالجة حالات كهذه . مضيفا أن إقدامه على الانتحار في عين المكان امتحانا من الخالق ليريه مرارة القتل .