تفاقمت أزمة ندرة المطبوعات المتعلقة باستخراج شهادة الميلاد خاصة رقم 12 على مستوى الكثير من البلديات مما أدى إلى تجميد العملية لمدة شهر كامل، بسبب استحالة تلبية الطلبات المتزايدة على هذه الوثيقة لاستخراج جواز السفر وبطاقة الهوية البيومتريين، في وقت لم تعد مصالح البلدية تتحصل على حصتها من المطبوعات التي تصدرها "دار النقد". * واشتدت حدة الأزمة على مستوى البلديات التي تقع بها مؤسسات استشفائية جامعية، وهو ما يعكسه العدد الهائل من المواطنين الذين يقصدونها من مختلف مناطق الوطن لاستخراج شهادة الميلاد "خ 12"، بحكم أنهم ولدوا بإقليم تلك البلديات، ونذكر على سبيل بلدية حسين داي، التي تتلقى مصالحها أزيد من 200 طلب يومي على شهادة الميلاد الخاصة "12"، في حين أنها لا تحصل سوى على 200 مطبوعة أسبوعيا، مما أدى إلى تأجيل معالجة الملفات المتراكمة على مستوى مصالح الأحوال المدنية لمدة شهر كامل. * وحسب العاملين في البلدية ذاتها فإن مصالحهم كانت تعالج يوميا كافة طلبات، وكانت تخصص الفترة الصباحية من كل يوم لاستلام الطلبات، في حين تخصص الفترة المسائية لاستقبال المواطنين الذين يقصدونها من المناطق الداخلية، ليتم استلام شهادة الميلاد "خ 12" في اليوم الموالي، غير أن العملية تعثرت مؤخرا في وقت تزايد الطلب على استخراج هذه الوثيقة، ويؤكد هذه الوضعية تلك الطوابير الطويلة التي وقفت عليها "الشروق"، فضلا عن حالة الاستياء لدى المواطنين. * وتعيش بلدية القبة الوضع ذاته، وهو ما تؤكده رئيسة المجلس الشعبي البلدي سعيدة بوناب، مؤكدة بأن مصلحة الحالة المدنية تستلم يوميا ما لا يقل عن 200 طلب لاستخراج شهادة الميلاد الخاصة، في حين أن العدد لم يكن يتجاوز المائة عند انطلاق العملية في أفريل الماضي، في وقت لم ترتفع حصة البلديات من المطبعات التي تصدرها دار النقد، وتلجأ بلدية القبة لامتصاص غضب المواطنين إلى إعلامهم مسبقا عند إيداع الطلبات، بضرورة الاتصال بالموزع الهاتفي للتأكد، مما إذا كانت الوثائق جاهزة قبل الحضور إلى مقر البلدية. * وتقل حدة الأزمة ببلدية باب الوادي على حد تصريح رئيس البلدية "حسان كتو"، ومع ذلك فإن المصالح المعنية لم تستطع إرضاء كافة الطلبات على شهادة الميلاد "خ"12 التي تزيد عن 300 طلب في اليوم الواحد، إذ يتم تسوية حوالي 120 ملف فقط يوميا، ويشتكي الأعوان من ضيق المقر الذي يعيقهم على حسن استقبال المواطنين، ويؤكد رئيس البلدية ذاتها بأنه تم تخصيص شباك لاستقبال القادمين من خارج العاصمة، بغرض تخفيف المعاناة عنهم خصوصا ما تعلق بفئة النساء اللواتي يضطررن إلى المبيت في الفنادق في انتظار الحصول على الوثيقة ذاتها.