سيطر مساء أمس الثوار على مدينة البريقة التي تحتوي على أكبر مجمع نفطي في البلاد بعد أن قامت قوات التحالف بقصف الإمدادات العسكرية لكتائب القذافي على امتداد الطريق ما بين أجدابيا والبريقة ووصل الثوار إلى البريقة ووجدوها دمارا وخرابا ولا كهرباء ولا طعام، وتواجه وضعا مأساويا حادا، واستولى الثوار على فرقاطة حربية كانت متواجدة في مدينة الخمس وأبحروا بها إلى بنغازي، فيما تم تحرير 20 أسيرا من الثوار، ولم يبق يفصلهم عن راس لانوف سوى نحو 100 كلم غربا. * واعتبر فتحي الورفلي أحد القيادات الليبية المعارضة للشروق معركة أجدابيا نقطة تحول جوهرية في الثورة للإطاحة بنظام القذافي وقال "إن منع القذافي من استعمال سلاح الجو، ثم حرمانه من خطوط الإمداد وبعدها مهاجمة التحالف الدولي لقواته البرية الثقيلة من دبابات وراجمات الصواريخ ومدرعات شكلت جميعها نقاط تحول في موازين القوى التي كانت تميل لصالح قوات القذافي". * وأكد الورفلي أن المجلس العسكري الانتقالي ينسق مع قوات التحالف الدولي في تحديد الأهداف والنقاط المستهدفة بالقصف حتى لا تقصف مواقع الثوار بالخطأ، لكنه أكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها لم يزودوا الثوار بالأسلحة ولن يزودوهم، لأنهم يخشون من تكرار السيناريو الأفغاني. * وعلى الجبهة الغربية ذكر متحدث باسم الثوار في ليبيا أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي خففت قصفها عن مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة بعد ما أصابت الضربات الجوية الغربية مواقعها. * لكن أحد السكان قال لوكالة رويترز إن "القناصة مازالوا يطلقون النار على الناس من فوق أسطح المباني في وسط البلدة وأن عدد القتلى خلال الأسبوع المنصرم بلغ الآن 115 بينهم عدة أطفال". * وأشارت قناة الجزيرة إلى أن قوات العقيد القذافي منعت سفينة إغاثة من إنزال معوناتها الإنسانية في ميناء مصراتة لمساعدة سكان المدينة التي تعد ثالث أكبر مدينة في ليبيا من حيث عدد السكان والتي أحكمت الكتائب الأمنية حصارها عليها وأوقفت عنها المياه والغاز والكهرباء ومع ذلك لم تتمكن من السيطرة عليها. * من جهة أخرى، أوضح وزير الدفاع الأمريكي خلال زيارته لروسيا أن مستقبل ليبيا السياسي يجب أن يقرره الشعب الليبي، مضيفا أن النفط الليبي "لا يهم" الولاياتالمتحدة، وتابع "واشنطن تسعى إلى تقليص دورها في عمليات ليبيا"، وقال في هذا الصدد "هذا الدور سيصبح في الأيام القريبة دورا مساعدا لدعم الأوروبيين والعرب في هذه العمليات"، معربا عن أمله في أنه في حال تغيير السلطة في ليبيا ستلتزم الحكومة الجديدة بكافة الاتفاقات الدولية التي وقع عليها نظام القذافي.