لقي عشرات المواطنين اليمنيين حتفهم في الاشتباكات التي تواصلت في العاصمة، صنعاء، الليلة الماضية، ولليوم الثالث على التوالي، بين القوات الحكومية وأنصار الزعيم القبلي المعارض، الشيخ صادق الأحمر، بينما أفادت أنباء بأن الرئيس، علي عبد الله صالح، أمر باعتقال الأحمر وأشقائه التسعة، وذكرت وكالة "سبأ" الرسمية للأنباء أن 24 شخصا قتلوا من الجانبين خلال الليلة الماضية. * وفي تطور ميداني آخر، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن 28 شخصا قتلوا في انفجار بمخزن للذخيرة غربي صنعاء. وذكرت وكالة "اسوشييتد برس" أن الانفجار وقع في منطقة قريبة من الضاحية التي تدور فيها المعارك بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر. في حين نفت مصادر مقربة من الأحمر أن يكون الموقع الذي شهد الانفجار مخزنا للذخيرة، بل "بناية سكنية" استهدفت بقذائف هاون من قبل القوات الحكومية. * وكان مراسل "بي بي سي" في اليمن نقل عن مصادر طبية أن عدد الضحايا من الجانبين بلغ 72 قتيلا خلال الأيام الثلاثة الماضية. ومن بين القتلى 18 جنديا من القوات الحكومية، أما ال54 الباقون فمن أنصار الشيخ الأحمر وأطفال ومدنيين من سكان المنازل المجاورة لمنزل الزعيم القبلي. * كما ذكرت تقارير أن السلطات اليمنية قررت إغلاق مطار العاصمة، صنعاء، أمام الملاحة المدنية، وتحويل حركة الطيران المدني الى مطارات تعز وعدن والحديدة والريان، اثر امتداد المواجهات بين القوات الحكومية وأنصار الزعيم القبلي، الشيخ صادق الأحمر، الى شارع المطار، ولكن ناطقا باسم المطار نفى تلك التقارير. * و ذكرت تقارير أن مقاتلي قبيلة حاشد قد استولوا على عدة مبان حكومية في صنعاء بعد أيام من القتال ضد القوات الحكومية. * ويقول شهود إن المئات من سكان العاصمة بدأوا بمغادرتها هربا من القتال الدائر هناك، والذي اندلع منذ يوم الاثنين الماضي عندما حاولت القوات الموالية للرئيس صالح مهاجمة منزل الشيخ صادق الأحمر، شيخ حاشد. * وقال الرئيس اليمني إنه لن يتنحي ولن يغادر البلاد رغم الاحتجاجات المتصاعدة، ويرفض التوقيع على المبادرة الخليجية التي تتضمن استقالته ونقل السلطة إلى حكومة وحدة وطنية، ويرفض التنحي عن الرئاسة، رغم الضغوط الدولية القوية التي يتعرض لها، لذهب الى التحذير من احتمال انحدار البلاد إلى حرب أهلية. * وأمام هذه التطورات، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق رعاياها والموظفين غير الضروريين في البعثة الأمريكية بصنعاء بمغادرة اليمن نظرا لتدهور الحالة الأمنية في البلاد. ويشير القرار إلى قلق واشنطن المتزايد بشأن الوضع في اليمن حيث تدور المعارك في شوارع العاصمة لليوم الثالث على التوالي بين مؤيدي الرئيس علي عبد الله صالح ومعارضيه. * وجاء في بيان أصدرته الخارجية الأمريكية أن "التهديد الأمني في اليمن خطير جدا نظرا للنشاطات الإرهابية والاضطرابات المدنية، فهناك اضطرابات في سائر أرجاء البلاد واحتجاجات ضخمة في المدن الرئيسية. لقد أمرت وزارة الخارجية بمغادرة أسر موظفي الحكومة الأمريكية وكل الموظفين غير الضروريين."