تتواصل أعمال العنف في مختلف مناطق العراق مخلفة يوميا عشرات القتلى والجرحى. وقد قتل أمس، أكثر من عشرين عراقيا في هجمات متفرقة في كل من بغداد وكركوك وتكريت.. وقتل تسعة أشخاص وجرح عشرون آخرون بانفجار عبوة ناسفة وضعت داخل سيارة لنقل الركاب في شارع السعدون وسط بغداد، كما قتل شخصان بانفجار مفخخة قرب صحيفة الصباح الحكومية في الوزيرية، شمالي بغداد، إضافة إلى مقتل ستة أشخاص في بلدة الخالص بانفجار قنبلة في سوق شعبي. ليلى/ الوكالات وتزامن هذا التصعيد الأمني مع محاولات سياسية لاحتواء العنف الطائفي في العراق. وقد وقّع المئات من شيوخ العشائر العراقية المشاركين في المؤتمر الأول للمصالحة الوطنية ببغداد مساء السبت، على ميثاق شرف يحرم سفك دماء العراقيين ودعم مبادرة المالكي للمصالحة. وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن في 25 جوان الماضي، مبادرة للحوار الوطني والمصالحة تتضمن عفواً عن مرتكبي جرائم إرهابية وإعادة النظر في »هيئة اجتثات البعث« وحل الميليشيات الحزبية. من جهة أخرى، أكدت مصادر برلمانية كردية أن المسودة النهائية لدستور كردستان العراق تنص على أن مدينة كركوك هي عاصمة الإقليم، متزامنة مع تجدد تأكيد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ضرورة إقامة نظام فيدرالي جنوب البلاد. وأضافت المصادر أن المسودة ستسلم إلى البرلمان الكردستاني لمناقشتها والمصادقة عليها قبل عرضها على استفتاء عام. وكان وضع مدينة كركوك - الغنية بالنفط والتي تضم قوميات مختلفة - أثار جدلا واسعا لدى صياغة الدستور الدائم للعراق العام الماضي. على صعيد آخر، قال الحزب الإسلامي العراقي في موقعه على الإنترنت: إن نائب رئيس الدولة وأمين عام الحزب طارق الهاشمي بعَثَ برسالة للرئيس جلال الطالباني بتاريخ 24 أوت الحالي وذلك لإعادة النظر في الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث؛ بغرض "إنجاح وإسناد مبادرة المصالحة الوطنية" و"العبور بالبلد إلى برِّ الأمان". وبرَّر الهاشمي طلبَه بأن هيئة اجتثاث البعث لا تعمل بموجب قانون؛ حيث استمرت بالعمل كلجنة من لجان مجلس الحكم المنحلّ وبموجب أوامر صادرة من رئيسها، وعلى الرغم من اعتبارها هيئةً دستوريةً في قانون إدارة الدولة والدستور الدائم، إلا أنه لم يصدُر قانونٌ يتضمن إعادة تشكيلها كهيئة دستورية وينظم عملها. 600 من رؤساء العشائر توقع ميثاق الشرف وقّع رؤساء عشائر وقبائل العراق المشاركون في المؤتمر الأول للمصالحة الوطنية، ميثاق شرف يحرم سفك دماء العراقيين. وقرأ الشيخ فعال نعمة ذهيب نص الميثاق، وجاء فيه "نحن في هذا اليوم المبارك استناد إلى مبادرة المصالحة ولإدراكنا خطورة المرحلة التي يمر بها بلدنا، نتعاهد أمام الله والشعب العراقي وأنفسنا مؤمنين ومخلصين وجادين في الحفاظ على وطننا وإيقاف نزيف الشعب العراقي وإيقاف التهجير والتكفير الذي ليس من شيم شعبنا". وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال أمام المؤتمر الذي حضره أكثر من ستمائة من شيوخ العشائر، إن العراق لا يمكن أن يبنى بالعنف إنما عبر الحوار الجدي، مشيرا إلى أن شعار المصالحة الوطنية يجب أن يشمل كل العراقيين. وأكد المالكي أن تحرير العراق من النفوذ الأجنبي لا يمكن أن يتحقق دون وحدة الإجماع الوطني، مؤكدا دور العشائر في مواجهة الإرهاب وقطع الطريق أمام إثارة الفتنة الطائفية.