تتميز الجزائر بغنى تقاليدها في شهر رمضان الكريم حتى أنك تجد لكل سلوك طابعه الخاص في هذا الشهر الكريم، ف"القعدات" العائلية ويطبعها السهر والزيارات بين الجيران والأقارب تزداد حتى أن أكل الجزائريين يتغير ليستقر على موروث ثقافي محدد، وبما أن الجزائر شاسعة بمساحاتها جعل من هذه الموروثات الثقافية والعادات الاجتماعية جد متنوعة من منطقة لأخرى بحسب طبيعة المكان ونمط معيشة سكانه، ولكن ما ميز أغلبها هي أنها تقاليد غير صحية في الغالب. وقد يكون من أكثر التقاليد تجذرا لدى الجزائريين هو سلوكهم الغذائي في هذا الشهر الكريم، حيث تعود لواجهة المطابخ الأكلات التقليدية بأنواعها، حيث يحاول الكبار تلقينها للصغار فتجد الأمهات يحاولن تعليم طرق تحضيرها لفتيات متجاهلين صحيتها ومحافظتها على سلامة جسم الإنسان. "الأمة العربية" حاولت الاطلاع على مختلف تقاليد المطبخ الجزائري في رمضان، المكان الذي تفوح منه بعض تقاليد الجزائريين في هذا الشهر الكريم لتذكرهم بأيامه .. السيدة "فتيحة" من العاصمة أكدت لنا بأن العاصميين لهم تقاليدهم الخاصة في شهر رمضان الكريم حيث أن أشهر ما يميزه هو طبق "الشربة" الرئيسي الذي لا تخلو منه أية طاولة عاصمية، غير أن توابعه تختلف وتتنوع أطباق طاولة الأكل بحسب حال الأسر من أنواع السلاطات المختلفة والكباب "طاجين الزيتون"،"الدولمات" "لحم حلو"...وكل حسب مقدور الأسر ودخلها، هذا كله على طاولة الإفطار ليكون للسهرة شأن آخر خاصة في وجود الضيوف والأقارب، حيث تفضل بعض الأسر الشاي والقهوى ب"القلب اللوز والمحشي"، أو بعض أنواع الحلويات التقليدية .. وأضافت لنا السيدة "فتيحة" بأن هذه التقاليد ليست خاصة بالعاصمة لوحدها بل إن جل مناطق الوطن تشترك فيها موضحة لنا أنه بالرغم من كون هذه الأكلات التقليدية غنية بالدهون والسكريات إلا أنها الأكثر استقطابا... وإذا كانت هذه هي عادات الجزائريين في الوسط فإن الغرب الجزائري يميزه الطبق "الحريرة" الرئيسي بالإضافة إلى بعض الأطباق المحلية والتي تزخر بأنواع البهارات المختلفة، أما بعض سكان منطقة القبائل فإن الطبق الرئيسي بالنسبة لهم فهو "الكسكسي"، أما بعض سكان الجنوب الجزائري وبعض سكان الشرق فإن عاداتهم تختلف نوعا ما، حيث تفطر الأسرة على كأس لبن أو حليب وتمر ، مع وجبة خفيفة لينطلق بعدها الرجال لصلاة التراويح، وفي السهرة تقدم الوجبات الرئيسية والأطباق المتنوعة... الدكتور "بلال بن عامر" أكد لنا أن أكل الجزائريين في رمضان لايزال غير متوازن، فهو يعرض الناس كثيرا لمشاكل السمنة والبدانة ويضر كثيرا بأصحاب الأمراض المزمنة خاصة وأنهم يأكلون نفس أكل الصائمين على موائد الإفطار، ولهذا نصح الجزئريين بالتنويع بين الدهني والحامض من أجل إحداث التوازن خاصة وأن الأكل الحامض يقضي على نسب الدهون المرتفعة. الدكتور "بن عامر": "الدهنيات مضرة بصحة الصائم" كما أوضح الدكتور في كلامه بأنه من المستحسن البدء لحظة الإفطار بشئ قليل لا يضر المعدة مبتعدين خاصة عن المواد الحمضية كالمشروبات الغازية والعصير.. فالمعدة تكون كثيرة السوائل الحمضية نتيجة الصيام لذا من المفيد أكل شيء سريع الامتصاص كالحليب، التمر، الخبز ثم ينتقل بعد ذلك إلى تناول أكلات قد تحتوي على المواد الدهنية، وهذا لأنها مواد تطول مدة امتصاصها في المعدة، فهي تتراوح بين 03 و06 ساعات وكشف لنا بأن البحوث تؤكد أن جهدا آليا يبذله جسم الإنسان في هضم الطعام يعادل مجهود تمرين رياضي، لذا فمن المفيد جدا بدء وجبة الإفطار بتناول السكريات السهلة الهضم. كما نصح الدكتور بن عامر الجزائريين بتفادي الأكل والشرب من الأغذية التي تباع في الطاولات وعلى قارعة الطريق لأنها أكثر خطورة على الصائم وتفادي تحضير الأكلات بها، ودعا المرضى المزمنين إلى الاستمرار في حمياتهم الغذائية بعيدين عن كل المواد غير الصحية في ساعة الإفطار، وأكد بأنه على المرضى المزمنين من الذين ألزمهم الأطباء الإفطار وتفادي الصوم لأن مضاعفاته الخطيرة لاتكون ساعة الصيام بل تظهر بعد أسابيع من ذلك.