قام سهرة أول أمس عبد العزيز بلخادم، رئيس الحكومة، بتدشين فضاء الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي بالمكتبة الوطنية، وذلك إثر إهداء هذا الأخير 10 آلاف كتاب، وهي محتويات مكتبته الخاصة لمكتبة الحامة. وقد حضر هذه الاحتفالية وزيرة الثقافة خليدة تومي، أحمد طالب الإبراهيمي، أمين الزاوي مدير المكتبة ونخبة من المثقفين، حيث اعتبر الزاوي في كلمة له بالمناسبة أن التحضير لافتتاح جناح الإبراهيمي دام أكثر من أربعة أشهر وأن محتوياته ستكون في متناول الطلبة والباحثين على مدار اليوم، متمنيا من أصحاب المكتبات الخاصة أن يحذوا حذو الإبراهيمي في وضع مكتباتهم في خدمة طلبة العلم. ميلود بن عمار وجاء في كلمة رئيس الحكومة التي ارتجلها بالمناسبة تنويهه بالمبادرة، حيث أكّد عبد العزيز بلخادم قائلا »الفعل نبيل والحدث كبير لأنه جاء من ابن عميد البلاغة والفصاحة البشير الإبراهيمي وقد عاش بين الكتب، ويصعب أن نتصور أن ينفصل عن جزء منه وهو الكتاب«، مضيفا »تخيلوا كيف يمكنه التخلي عما جمعه طول حياته«، ولهذا يؤكد بلخادم »يكبر في عيننا الرجل ولا نملك سوى أن نعبّر له عن عرفاننا ونشهد أن والده ترك على الأقل أمرين ولد صالح وعلم ينتفع به«. من جهتها، اعتبرت وزيرة الثقافة خليدة تومي بأنه ليس من الغريب أن يهدي وزير الثقافة في السبعينيات مكتبته الخاصة وهو الذي قدّم عمره في خدمة الوطن. وقد اعتبر أحمد طالب الإبراهيمي هذه المناسبة احتفالا حين قال »في هذه الليلة من رمضان احتفل بانتقال مكتبتي إلى المكتبة الوطنية، لا أنتظر سوى رضى الله«، وقدّم في كلمته عرضا تاريخيا لخّص كيف كان الحكام يهتمون بالكتاب وكان الخواص يهدون مكتباتهم للمساجد، والخطاطون يتبارون في نسخ الكتب، الأمر الذي جعل الأمة الإسلامية تصل أعلى مراتبها، ولا عجب يقول الدكتور الإبراهيمي أن يستهدف هذا الكنز من طرف الأعداء الصليبيين والتتار، مثلما تحدث عن ذلك ابن خلدون وغيره من المؤرخين، وما زال التاريخ ماثلا في ذاكرة الجزائريين حين أحرقت منظمة الجيش السرية مكتبة الجامعة سنة 1962، وختم الدكتور الإبراهيمي كلمته بقوله »نحن مجتمعين اليوم في بيت الحكمة الجزائري وأرجو أن يركز القائمون عليه على الترجمة مثلما كان يحدث ببيت الحكمة البغدادي«، وقدّم الإبراهيمي شكره لرئاسية الجمهورية على موافقتها على طلبه بتخصيص ركن لمكتبته وكذا لوزارة الثقافة التي تابعت خطوات تنفيذه.