السؤال: هل يجوز خلال نهار رمضان استعمال العطر الخاص بالفم لدفع الرائحة الكريهة؟ الجواب: إذا كان هذا العطر خفيفا لا يتسرب منه شيء إلى الحلق فلا يفطر الصائم، أما إذا كان يجد طعمه في حلقه، فلا يجوز استعماله ويفسد صومه، والظاهر كراهة استعماله، ويكفيه أن يتسوك ليطيب نكهة فمه لقوله صلى الله عليه وسلم: "السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ"، ولتعلم أخي السائل أن الرائحة التي تجدها أثناء الصوم أفضل عند الله وأرفع قدرا وأعظم أجرا من رائحة العطر، ففي الحديث المتفق عليه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ". * السؤال: سمعت في بعض الخطب أن السواك بعد الزوال مكروه، ومع ذلك أرى الكثير من الناس يستعملونه في المساء، أريد توضيحا في المسألة. * الجواب: هذه المسألة مما اختلف فيها العلماء، والشافعية وجماعة من الحنابلة هم الذين يقولون بكراهية السواك بعد الزوال ولو لصلاة، مستدلين في ذلك بحديث "لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ"، ووجه التفريق بين جوازه قبل الزوال وكراهته بعده أن تغير الفم بالصوم، إنما يظهر بعد الزوال لخلوّ المعدة، وجمهور العلماء على جواز السواك طول النهار، لعموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ"، فلم يفرق بين الصائم وغيره ولا بين أول النهار وآخره، ويقويه ما رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لاَ أُحْصِي يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ"، ومن وازن بين القولين وجد أن قول الجمهور أصح دليلا وأقوى حجة. * السؤال: هل يجوز للصائم استعمال معجون الأسنان؟ * الجواب: استعمال معجون الأسنان خلال الصوم مكروه لثلاثة أسباب: الأول أن فيه مبالغة في استعمال الماء في الفم، وهي مكروهة خشية أن يصل منه شيء إلى الحلق، لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَبَالِغْ فِي الاِسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا"، وفي رواية لأبي بشر الدولابي: "إِذَا تَوَضَّأْتَ فَأَبلغْ المَضْمَضَةَ والاسْتِنْشَاقَ مَا لَمْ تَكُنْ صَائِمًا"، والسبب الثاني أن معجون الأسنان أشد من السواك الرطب الذي قالوا بكراهته للصائم، والثالث أنهم كرهوا ذوق الطعام خوف الوصول إلى حلقه، وهذه العلة موجودة في معجون الأسنان بل هي أشد. * السؤال: هل الدعاء الذي يقال عند الإفطار يكون قبل تناول الطعام أو بعده؟ * الجواب: الدعاء عند الإفطار مستحب، وقد ورد فيه عدة أحاديث منها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف، ومن الأحاديث الحسنة ما رواه أبو داود والنسائي عن ابن عمر رصي الله عنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ"، ومنها أيضا ما رواه أبو داود عَنْ مُعَاذِ بْنِ زُهْرَةَ أنه بلغه "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ"، ومنها أيضا ما رواه ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ"، وكان عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي، وقوله: "إِذَا أَفْطَرَ" يحتمل أن يكون معناه بعد أن يفطر، وعلى هذا المعنى يكون الدعاء بعد تناول الطعام، ويحتمل أيضا أن يكون معناه إذا أراد أن يفطر، وعلى هذا المعنى يكون الدعاء قبل تناول الطعام، والأمر فيه توسعة لا ينبغي التضييق فيه، والذي نفضله ونختاره هو أن يأتي بالتسمية ودعاء الأكل عند تناول المفطر، ثم يقول هذه الأدعية بعد ذلك، وخاصة أن الكثير من الصائمين يغفلون عن ذكر أدعية الأكل عند الإفطار، ويكتفون بدعاء الفطر. * السؤال: أرى بعض الصائمين يفطرون إذا سمعوا الأذان على الزلابية أو القلب اللوز، فهل فعلهم هذا صواب؟ * الجواب: المستحب أن يكون الإفطار على التمر أو الماء، عملا بالأحاديث الشريفة، ففي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ"، أما بدء الإفطار على ما ذكرته فالأفضل تركه، ويمكن أن يبدأ بجرعات من الماء عملا بالسنة، ثم يتناول بعده شيئا من الفاكهة أو الحلاوات.