دور عبر الله بن سبأ اليهودي في إحداث الفتنة بين الصحابة أزعج منتقدي نص مسلسل (معاوية والحسن والحسين) وكان عمدة المعترضين هو دعوى أن عبد الله بن سبأ شخصية وهمية لا وجود لها في الواقع. عبد الله بن سبأ يهودي من اليمن ادعى الإسلام نفاقا، لضرب الإسلام من الداخل ولإحداث الفتن الداخلية، وعبد الله بن سبأ لا خلاف بين المسلمين على دوره الخبيث في إحداث الفتنة، ولا يوجد من أنكر وجوده من أهل السنة والجماعة المعتقدين بعدالة كل الصحابة رضوان الله عنهم، بل أنكره بعض مخالفي أهل السنة والمتطفلين على التاريخ في القرن الأخير. التناقض الذي وقع فيه بعض الشيعة المنكرين لابن سبأ أنهم يعتقدون بوجود مهديهم (محمد بن الحسن العسكري)، فإن كان إنكار بن سبأ لضعف الروايات فمن باب أولى إنكار مهدي الشيعة لضعف الروايات أيضا، وإن كانت حجتهم هي إنكار بعض الباحثين لوجود بن سبأ فمنكروا مهديهم من الباحثين أكثر، والشكوك حول ولادته أظهر والخلافات فيه أكبر، إن كانت قصة بن سبأ من رواية سيف بن عمر فقصة مهدي الشيعة من رواية حكيمة. أتعجب من أشخاص ينكرون رواية عن سيف بن عمر لكذبه ويستدلون بكتاب العسكري الكذاب؟ وكيف ينكر البعض رواية سيف بن عمر ويرون كذابين كزرارة بن أعين وجابر الجعفى وغيرهم، أين علم الرجال والجرح والتعديل يتعلق الأمر بأسانيدكم؟ عمدة منكري وجود بن سبأ هو رأي طه حسين وكتاب بن سبأ لمرتضى العسكري الذي وقع في أخطاء وتناقضات منها: أولا: حصر أخبار السبئية في طريق سيف بن عمر وهذا لا يصح لأن أخبارهم لها طرق أخرى بل تواترت الأمة على أن السبئية ادعوا الألوهية لعلي، ولا يوجد من خالف من المؤرخين وأصحاب التصانيف في الفرق والملل والنحل، كما نجد أن الشعبي الذي توفي قبل ولادة سيف بن عمر حذر من السبئية. الثاني: أنه لم يتطرق إلى طرق وكتب الشيعة التي أثبتت شخصية عبد الله بن سبأ وما أكثرها، فهل غابت عنه هذه الكتب أو أنه تعمد الكذب؟ الثالث: في كتاب عبد الله بن سبأ ينكر هذه الشخصية، وفي كتاب معالم المدرستين 1 / 165 يقول بالوصية لعلي، مع العلم أن عبد الله بن سبأ أول من قال بالوصية لعلي بعد النبي فلما التناقض ؟ الرابع: عندما ذكر حديث الإثنى عشر (خليفة أو أمير) قال إنه في أئمة الشيعة الإثنى عشر، وهذا كذب ذلك أن الحديث عن (الخلفاء والأمراء) ولا ينطبق على أئمة الشيعة الإثنى عشرية الذين لم يكونوا لا خلفاء ولا أمراء. الخامس: كذبه على الله عز وجل في كتابه (معالم المدرستين 2 / 242) في عز وجل (مَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ) حيث قال العسكري أن الآية في متعة النساء وهذا كذب لأن الأية في الزواج الدائم، ومتعة النساء حرمها النبي صلى الله عليه وسلم. السادس: قول العسكري أن أبو ذر وعمار بن ياسر ومحمد بن الحنفية هم السبئية، كذب فلا أحد من هؤلاء إعتقد بتقدم علي على أبي بكر لا في الخلافة ولا في التفضيل، ولا اعتقدوا بأكذوبة الوصية والإمامة لعلي. في الأخير أقول أن المسلسل راجع نصه كبار أهل الاختصاص كالشيخ القرضاوي وعلي الصلابي وحسن الحسين وآخرون.