يرى اللاعب الدولي السابق ضياء الدين بولحجيلات في حوار خص به "الشروق" أنه تأثر كثيرا في مشواره الكروي بالمدرب مختار لعريبي، مؤكدا أن هذا الأخير أدى التحية بالسبابة اليسرى في أول صلاة له، مضيفا أن الوفاق صنع له اسما، كما لم يفوت لاعب الوفاق السابق الإشادة برابح سعدان، بورحلي وحسين سعود، كما لم ينس زميله عجيسة. * كيف يقضي بولحجيلات شهر رمضان؟ * - إنه شهر عظيم وبركته كثيرة، لذا فإن تزامنه هذا العام مع العطلة هو فرصة كبيرة للعبادة والتقرب من المولى العلي القدير، بالنسبة لي أحرص كثيرا على أداء كل صلواتي بمسجد حي 1014 مسكن بسطيف وقراءة القران الكريم.. هذا أمر مفروغ منه بالنسبة لكل مسلم. * ما هي الأكلات التي تحب تناولها خلال هذا الشهر؟ * - (يبتسم).. أحب المطلوع، الشربة بالبوراك والمسفوف في السحور. * لعبت كثيرا كرة القدم، خاصة في رمضان، ماذا تحتفظ في ذاكرتك؟ * - بدون مبالغة ورياء، هو أداء المدرب مختار لعريبي الصلاة لأول مرة في حياته في شهر رمضان المصادف لشهر ماي 1987 بفندق الأوراسي وبالضبط في غرفة الحاج عنتر عصماني، والطريف في الأمر أنه أدى التحية بالسبابة اليسرى، ولما حاولنا التصحيح له رد بعفويته "المهم النية" أي "الأعمال بالنيات". * الأمر الثاني وقبل وفاته أذكر أنني زرته رفقة نصير عجيسة في بيته، وحتى لا يترك لنا المجال للوقوف عند حالته الصحية راح يحثه عجيسة على مواصلة العمل وتحولت زيارتنا لمنبر تقديم النصيحة.. المهم أن فريق سنة 1988 حقق أمنية الفقيد بنيل الكأس الآفروآسيوية، خاصة أن ذلك كان يعني الكثير للمرحوم لعريبي، الذي كانت تعاتبه والدته دائما وتقول له بأنه لم يترك لها أحفادا، وأتذكر أنه كان يرد عليها بالقول "يدفنني أولادي"، في إشارة إلى اللاعبين، وبالفعل تحقق حلمه وكانت جنازته لا تقل عن مقام الرئيس بومدين. * كيف تقيم تجربتك مع الوفاق؟ * - أولا تزامن سقوط الوفاق إلى جحيم القسم الوطني الثاني مع موعد التحاقي رفقة زميلي نصر الدين صادي بجامعة فرساي لاستكمال دراستي العليا، وأذكر جيدا الاجتماع الذي انعقد مباشرة بعد مباراة السقوط بملعب بولوغين حيث تعاهدنا على أن لا يغادر أحد الفريق، والتزمنا جميعا بإرجاع الفريق إلى القسم الأول، كما أن السقوط كان وقودا لنيل كأس إفريقيا. * لعبت مباراة النهائي ضد فريق ايوانوانيو وأنا أعاني من مرض حمى المستنقعات بدرجة حرارة بلغت 42 مئوية، حيث خرجت في الشوط الأول بسبب الإرهاق، وكان المرحوم رفض تغييري، ولولا طبيب الفريق الذي تحمل المسؤولية لكنت أكملت المباراة، كان لي عظيم الشرف أن دربت الوفاق وعمري 30 سنة في عهد محمد بلباي موسم 1990 - 1991 ولم أتقاضى دينارا واحدا، وحتى بعض المصاريف كانت من جيبي، وفي موسم 1994 - 1995 تلقيت وعودا بالحصول على منحة توقيع دون جدوى، وبعدها أسقط اسمي من قائمة القطع الأرضية التي منحتها السلطات إلى الفريق. وفي موسم 2001 حصل نفس الشيء، وإن ضاعت حقوقي المادية التي تبقى في ذمة المسؤولين إلا أنني لا زلت أسكن في شقة بعمارة وسط ناس عاديين يكنّون لي الاحترام. * ما السر في كسب الوفاق لقب بطولة إفريقيا للأندية البطلة؟ * - يجب التركيز على كأس إفريقيا التي كسبها الفريق وهو في القسم الوطني الثاني، وهي سابقة أولى قاريا وإقليميا ومحليا، بحيث تخطى عقبات ومشاكل أدغال إفريقيا، واعتبر ذلك الانجاز بداية انطلاقة وثبة كرة القدم في الجزائر، وأسباب النجاح تعود بالأساس لامتلاك الوفاق لاعبين من طراز خاص كلهم خريجو المدرسة السطايفية، ومدرب أيضا من طراز خاص وهو المرحوم مختار لعريبي. * لا يزال السطايفية يعتبرون مقابلة الوفاق ضد الأهلي بملعب القاهرة ذروة التحدي والرجولة؟ * - مقابلة الأهلي كانت ضد 13 لاعبا دوليا من ضمنهم 11 لاعبا أساسيا في منتخب مصر، يوم المباراة كان مشهودا، حيث كنا بالحافلة في طريقنا إلى الملعب، كان الجمهور غفيرا جدا، شعرت بارتباك كبير لدى اللاعبين وخاصة عمر برناوي، وكان لزاما علينا أن نصطنع أكذوبة نرفع بها معنويات اللاعبين، وقلت حينها للمجموعة إن هذا الجمهور سيبكي مساء، محتجا بأنني بعد أداء صلاة الفجر جاءني ملك بشرني بالفوز العظيم على الأهلي، وصدقوا الأكذوبة وراح زملائي يلتفون حولي قبل المباراة، لكن يبقى دوما التوفيق منه تعالى، وما على اللاعبين سوى الانضباط والصرامة والاتحاد، حيث قبل مقابلة النهائي كان يوم خميس حيث صام كل اللاعبين وكانت الصلاة تؤدى جماعة، وقراءة القرآن لا تقل عن حزبين، ولم يكن أي تمييز بين ركائز الفريق واللاعبين الشباب. * سعدان وبورحلي وحسين سعود.. أثروا في مشوارك كثيرا؟ * - سعدان شخصية كروية أعطت الكثير لكرة القدم الجزائرية، هو أيضا مدربي في فريق اتحاد تابلاط خلال موسم 1983 - 1984. * أما بورحلي فهو لاعب موهوب، وكان حينها يعاني من مشاكل تواصل مع مدربه في فئة الأواسط، ويرجع الفضل إلى السيد حسان حمّار الذي جلبه إلى الوفاق ولعب أول لقاء له مع الوفاق ضد فريق ترجي ڤالمة، أما سعود حسين فهو بمثابة الملح في الطعام والأخ الكبير، فمقامه رفيع وسطنا، بالإضافة إلى اللاعب نصير عجيسة الذي مهما يكن صعب استخلافه.